مساعد الأمين العام للحزب العربي الديمقراطي اللبناني لـ(عرب جورنال): اليمن فرض واقعاً جيوسياسياً جديداً في المنطقة ومعادلة البحر الأحمر لا يستطيع أحد تخطيها
في سياق مواكبتنا لتطورات معركة طوفان الأقصى والمستجدات المتعلقة في المسرح المقاوم على المستوى الإقليمي والدولي.. تستضيف "عرب جورنال" مساعد الأمين العام للحزب العربي الديمقراطي اللبناني، علي فضة، للوقوف عند أبرز وآخر هذه التطورات وعلى رأسها الحراك الدولي لإبرام هدنة جديدة في غزة، وما إذا كانت هذه الهدنة مقدمة لوقف دائم للعدوان الصهيوني الأمريكي على القطاع. ويناقش الحوار استمرار العمليات اليمنية ضد الملاحة الإسرائيلية وكذلك ضد السفن والبوارج الأمريكية البريطانية، في ظل فشل عدوانها على اليمن. كما يتطرق الحوار إلى عدد من الملفات الساخنة بينها الجبهة اللبنانية والاستهداف المستمر للقواعد الأمريكية في المنطقة.
عرب جورنال / حوار / حلمي الكمالي _
أي صفقة مرتقبة في غزة ستكون بشروط المقاومة ولن تحقق أي مكاسب للعدو الصهيوني
اليوم هناك فرصة لاستهداف الوجود الأمريكي في المنطقة وسنشهد قريبا انسحابا للقوات الأميركية منها
اليوم هناك فرصة لاستهداف الوجود الأمريكي في المنطقة وسنشهد قريبا انسحابا للقوات الأمريكية منها
الكيان الصهيوني مأزوم على المستوى الوجودي وفقد دوره الوظيفي كقاعدة متقدمة للغرب في المنطقة بعد 7 أكتوبر
اليمن بات قوة إقليمية فاعلة ومؤثرة وفرض واقعاً جيوسياسياً جديداً في البحرين الأحمر والعربي وباب المندب
اليمن لا يرضخ لأي تهديد وهو ماضٍ في مساندة غزة والعدوان الأمريكي البريطاني فشل في وقف العمليات اليمنية ضد سفن الاحتلال
الواقع الذي فرضه اليمن اليوم سيدفع السعودية والدول الإقليمية للإعتراف به ولا يمكن لأحد تخطي المعادلة اليمنية الجديدة في المنطقة
لا نخشى في لبنان من أي تصعيد إسرائيلي والأمريكي لن يستطيع أن يحمي الكيان من نفسه
ليس هناك أي فرق إن وقعت السعودية اتفاقاً مع "إسرائيل" أم لم توقع فهي مصطفه مع العدو وموقعها معلوم من الصراع
_ هناك مؤشرات لهدنة أو ربما صفقة مرتقبة في غزة.. ما توقعاتكم لشكل وتفاصيل هذه الهدنة ؟ وهل قد تكون مقدمة لوقف دائم لإطلاق النار في ظل تأكيد المقاومة رفضها الدخول في أي مفاوضات لتبادل الأسرى قبل وقف الحرب وانسحاب الاحتلال من القطاع ؟
تفاصيل الصفقة المرتقبة هي متوقفة على ما يبدو على اجتماع باريس، والمطلع لهذا الاجتماع يرى بأنه مازال هناك تعنت أمريكي واصطفاف غربي إلى جانب العدو الإسرائيلي.
بالرغم من الضغوطات على المقاومة، إلا أنه لن يكون هناك أي صفقة يحقق فيها العدو أي مكاسب سياسية، وهذا محسوم، سيما بأن المقاومة منذ 7 أكتوبر قد طرحت 3 عناوين أولها تصفير السجون ورفع الحصار عن الضفة وغزة. فبالتالي لا يمكن تحقيق أي مكاسب للعدو ولا يمكن أن نعطي أي نصر حتى لأمريكا بعد 118 يوم من الصمود الأسطوري للمقاومة الفلسطينية.
الكلمة الأولى في هذه المعركة هي للمقاومة الفلسطينية، كما أن الكلمة الأخيرة أيضاً ستكون للمقاومة.
العدو مأزوم ولا يستطيع تقديم أي إنجاز عسكري، وهو مأزوم أيضاً على المستوى الداخلي، هناك جملة من العوامل التي تساعد المقاومة على الصمود أكثر فأكثر وتحقيق مكاسب سبق وأن أعلنتها في 7 أكتوبر.
_ الضربة الموجعة التي تلقتها القوات الأمريكية في الأردن والتي أدت إلى مقتل وإصابة العشرات من الجنود الأمريكيين.. أي رسالة توجهها المقاومة للولايات المتحدة في ظل استمرار الأخيرة بدعم العدوان على في غزة والتصعيد في المنطقة؟ وهل تعتقدون أن الأمريكي قد التقط الرسالة أم أنه سيذهب لمزيد من التصعيد؟ وما عواقب هذه الخطوة؟
هناك رأي مختلف بالنسبة لمقاربة الوجود الأمريكي في المنطقة، وما تعرضت له قواعده من قبل قوى المقاومة، خصوصاً المقاومة العراقية والسورية، في مناطق تواجدها، سيما ما تعرضت له قاعدته في الأردن، والتي كانت ضربة موجعة إلى حد كبير، ولكن الذي يراقب السياق التدريجي منذ بدء العمليات على القواعد الأمريكية الموجودة في المنطقة، نرى أن الرد ليس على مستوى الاستهداف، فبالتالي هذا ينسحب على عده ملفات أخرى أو على عدة جبهات أخرى.
الأمريكي منذ 2017 يحاول الإنسحاب من المنطقة، ولكن قبل الانسحاب من المنطقة كان يعمل على ترتيب المنطقة بشكل يضمن له مصالحه، وتكون في حاله استقرار بالنسبة لمصالحه، وأعتمد بذلك على ما أطلق عليه بالاتفاقات الإبراهيمية.
كان هناك خطوة أخيرة قبل الإنسحاب والتي هي التطبيع السعودي الإسرائيلي، ولكن 7 أكتوبر خلط الأوراق.
هذا لا يعني بأن الولايات المتحدة الأمريكية تريد الانغماس أكثر فأكثر في المنطقة، فهناك من يترقب، ويعتبر خطر وجودي بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، فبالتالي الانسحاب كان لمواجهة الصين التي تتصاعد بشكل تدريجي وبشكل سريع، وهي الخطر الوجودي أو الخطر الإستراتيجي لأمريكا، مساعي الانسحاب من المنطقة جاء بناءً على ترتيب أولويات أمريكية لها علاقة بأمنها القومي والإستراتيجي، لذا نلاحظ بأن الاستهدافات كانت أكثر فعالية من الردود، حتى الأمريكيين يقولون عنها بأنها ردود خجولة .
أما عن عواقب خطوة التصعيد، لا شك أن لها عواقب خطيرة، لذلك فإن الأمريكي أذكى من العدو الصهيوني، الأمريكي يعرف كيف يحدد خسارته، وهو حريص على عدم الانغماس في المنطقة أكثر فأكثر، ولديه أولويات مختلفة كما سبق وذكرنا.
بالتالي اليوم هناك فرصة لاستهداف الوجود الأمريكي في المنطقة، وهو يعرف أنه لم يعد هناك جدوى لبقاءه فيحاول أن يمارس الضغوط قدر المستطاع، ولكن الذي يقرأ المشهد برمته على المستوى الإقليمي والدولي، يرى أن الأمريكي لا يريد البقاء في المنطقة.
نعم الأمريكي ألتقط الرسالة، وهذه كانت فرصة مؤاتية جداً، فالمقاومة العراقية والمقاومة السورية عندما تستهدف العدو الأمريكي والعدو الإسرائيلي بشكل مباشر، هي توجه أسهمها نحو هدف واحد.
خروج الأمريكي من المنطقة سيكون له تداعيات كبيرة على وجود هذا الكيان، هذا الكيان الذي منذ 7 أكتوبر إلى اليوم، فقد دوره الوظيفي الذي كان يعتبر قلعة متقدمة للغرب في هذه المنطقة، كقوة ردع وجيش من أقوى الجيوش الموجودة في العالم، ثبت بالدليل القاطع والملموس، الحجم الكبير من الخسائر على المستوى الإنساني والتي يرتكبها العدو، ولكن العدو أثبت بأنه لا يستطيع أن يطبق أو يحافظ على وجوده في 365 كلم في قطاع غزة، بالتالي الإسرائيلي مأزوم على المستوى الوجودي، وهذا نراه بفلتات لسان قادة كابينت الحرب أو المسؤولين الإسرائيليين الذين يقولون صراحة إنهم فقدوا هيبة الردع، وفقدوا حضورهم، هذا عدا عن المشاكل الداخلية التي سوف تبدأ بالبروز شيئاً فشيئاً ما إن حطت هذه الحرب أوزارها.
نرى بأن الذي حدث هو منعطف تاريخي، وقد أدى عملياً إلى إفراز قوة جديدة حقيقية في المنطقة أوجدت نفسها كقوة إقليمية، وهي محور المقاومة.
_ رغم العدوان الأمريكي البريطاني يواصل اليمن حصاره للملاحة الإسرائيلية بل واستهدافه للسفن الحربية الأمريكية المعادية.. هل تعتقدون أن اليمن كسر هيبة الولايات المتحدة كسيدة للبحار؟ وهل وقعت واشنطن في فخ اليمن وسط تأكيد جنرالات وسيناتورات أمريكية، فشل استراتيجية واشنطن في البحر الأحمر، في ظل عدم قدرتها على خوض أكثر من جبهة عسكرية في الوقت ذاته، وذلك طبقا لتقديرات الدفاع الوطني الأمريكي؟
الجبهة اليمنية كانت المفاجأة المدوية في هذه المعركة، وقد فرزت واقع جديد في المنطقة، بأن اليمن هو قوة موجودة وقوة فاعلة لا يستهان بها ويساند غزة بكل أوتي من إيمان وقوة.
موضوع باب المندب والبحر الأحمر والبحر العربي، وهذا التهديد اليمني على الملاحة الإسرائيلية، والذي أدى إلى إنشاء ما يسمى "بحلف الازدهار"، ولكن هذا عمليا زاد اليمن حضورا على المستوى الاستراتيجي في المنطقة.كما زاد اليمن قوة.
اليمن اليوم يلعب دور مهم جداً بعد حرب وحشية عليه لمدة تسع سنوات، وهي أيضاً حرب أمريكية، ولكن بأيادي عربية.
نرى اليوم بأن اليمن صاحب الكلمة والحضور في هذه المعركة، التي ربطتها القيادة اليمنية بوقف الحرب على غزة، وهي فعلا مرتبطة بوقف الحرب على غزة، ودائما وعلى لسان الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية، ما نسمعه يبدأ استهلالا في بيانه بنصرة أهالينا في غزة.
ما حدث بأن اليمن فرض واقع جيوسياسي مختلف في البحر الأحمر وبحر العرب، إضافة إلى بروزه كقوة فاعلة وقوة حقيقية وقوة سياسية وقوة عسكرية. لن تستطيع الولايات المتحدة الأمريكية، هي وحلف الازدهار، بأن يثنوا المقاومة اليمنية والدولة وأنصار الله، عن أداء دورهم لدعم غزة، بل على العكس من ذلك، ما زالت الاشتباكات مستمرة بوتيرة لها علاقة في الوضع الميداني على الأرض.
فبالتالي خلاصة هذا الموضوع، بأن اليمن أصبح موجود كقوة ليست هامشية، بل قوة فاعلة مؤثرة لها حضورها، وسيحسب لها ألف حساب في أي خطوة لاحقة تأتي في المستقبل، لأن الصراع مستمر، ولكن نرى بأن حتى الرد الأمريكي أو الرد البريطاني هو رد لا يرتقي إلى مستوى الاستهداف، فهذا أيضا نعطفه على ما سبق وذكرته، بأن الولايات المتحدة لا تريد الانغماس بشكل لا تستطيع الخروج منه، فهناك من يترقب، روسيا والصين، ولا نستطيع أن نغفل هذا الموضوع أبدا على الإطلاق.
فبالتالي المواجهة والإصرار اليمني، المنطلق من إيمان ومن أحقية هذه القضية التي يخوضها المحور بشكل عام، واليمن بشكل خاص، فبالتالي كل التحليلات مراكز البحوث والدراسات خلصت إلى خلاصة مفادها بأن التحالف الأمريكي لم يحقق أي ردع استراتيجي تجاه اليمن.
هنا ندرك بأن اليمن هو محوري في هذا الموضوع، ديناميكي، جدي لا يرضخ لأي تهديد، هو أساسا لم يحسب حساب لأحد، سوى الوضع الإنساني والوضع الإيماني لدعم غزة، ولأحقية هذه القضية.
واليمن كما نرى ونشاهد ونسمع ونتابع، أنه جاد جداً في ردع العدوان الأمريكي البريطاني، وفي وقف السفن المتوجهة إلى العدو الإسرائيلي، وهذا لم يتغير حتى اللحظة، ولا أعتقد بأنه سوف يتغير.
الأمريكي مأزوم، مرتبك، وهذا يبدو واضحا وجليا، لم يعد بحاجة إلى لا تحليل ولا معلومة، ولا تفنيد، حيث لم يستطع أن يوقف اليمن عن استهداف كل السفن المتوجهة إلى الكيان الإسرائيلي، بل وبنفس الوقت وجه اليمن ضرباته للسفن الأمريكية ولم يأتي العدو بأي رد فعل استراتيجي، وهذا ما يقر الأمريكي وقد شهد شاهد من أهله.
هذا العدوان لن يثني اليمن الذي خاض حربا لتسع سنوات ولم يرضخ لأمريكا ولا لبريطانيا والتي كانت تقود تلك الحرب بأيادي عربية.
اليمن فرض نفسه في هذه المنطقة، وفرض حضوره، وعاد اليمن إلى رأس المشهد، وإلى المشهد برمته، وفرض نفسه كقوة جزء من محور المقاومة، فاعلة لها تأثيرها الجغرافي، ولها تأثيرها العسكري، ولها تأثيرها السياسي، وهذا يجب أن يستثمر على مستوى السياسي، وأعتقد بأن هناك أفق سياسية لهذا الموضوع، باعتبار أن الجميع يحترم القوي، واليمن أثبت بأنه قوي وشجاع، وثابت، فهذا مدلولاته إن كان على المستوى المعركة في غزة إيجابية جداً ومهمة جدا، وإن كان على المستوى اليمني الداخلي، أيضا إيجابية جدا ومحورية جدا، واليمنيون سوف يستثمرون في هذا الموضوع حسب معلوماتي، وهذا شيء طبيعي، وإفراز سياسي علمي، فاليمن بات قوة لا يستطيع أحد إنكارها، وإن فرضوا عليه عقوبات.
وعلى سبيل المثال، عندما احتلت الولايات المتحدة الأمريكية أفغانستان وقاتلتها لمدة 20 عاما، والنتيجة سلمت أفغانستان، لطالبان.
واليمن وضعه مختلف، أكثر حضورا، ويقاتل على أرضه، ويجب على الجميع الاعتراف باليمن كقوة فاعلة في هذه المنطقة.
بالنسبة للموضوع الداخلي اليمني لا نستطيع أن نغفله أيضا، ولكن ما حدث من تدخل اليمن بهذا الشكل الواضح وإبرازه لقوتها العسكرية ولإرادته ولحكمته، وفي إدارة هذه المعركة، يؤكد بأنه سوف يفرض واقع سياسي جديد على الداخل اليمني، وسوف يجعل السعودية بمكان من الأمكنة والدول الإقليمية، أن تعترف به، شاء من شاء وأبى من آبى، فبالنتيجة القوي هو من يفرض حضوره، والقوي هو من يفرض شروطه، والقوى هو من يعزز الإعتراف به، سواء اعترفوا اليوم أم لم يعترفوا، اليوم هناك واقع جديد في الخليج العربي وفي البحر العربي، والأحمر هو اليمن، ومعادلة لا يستطيع أحد تخطيها.
_ من الواضح أن للجبهة اللبنانية دور كبير في هذه المعركة المقدسة وهي تشكل رعبا كبيرا للعدو الصهيوني.. برأيكم ما أسباب هذا القلق الإسرائيلي ؟ وهل تعتقدون أن هذه الجبهة قد تستمر إذا ما توقف العدوان الإسرائيلي على غزة خصوصاً وأن هناك أحاديث تؤكد أن المقاومة اللبنانية قد تضع معادلة جديدة تتضمن الانسحاب من كامل الأراضي اللبنانية المحتلة كشرط لعودة المستوطنين إلى المناطق الشمالية لفلسطين المحتلة؟ ما تقديركم لهذا السيناريو؟
الجبهة اللبنانية هي جبهة مساندة، ولكن الجميع يعرف بأن هذه الجبهة والتي يقودها حزب الله والمقاومة الإسلامية في لبنان هي الأقوى في كل الجبهات وأكثرها إيلاما للعدو، فهي دون خوض حرب مباشرة ومفتوحة مع العدو، استطاعت أن تحقق مكاسب كبيرة، وأن تصنع حزاما أمنيا داخل الكيان مع شمال فلسطين المحتلة.
الخشية من الهروب الإسرائيلي إلى الأمام، أي هروب بنيامين نتنياهو إلى جبهة لبنان والذي سوف يكون هروب إلى مقتلهم.
جبهة لبنان ليست بلوك، كل جبهات المقاومة الإسلامية في لبنان قد تطورت، ونرى بأن فلسفة الحرب والصراع قد تغيرت، وهذا يعود مرده إلى تركيبة هذا الكيان البنيوية.
أنا ميال إلى فكرة بأن هذا الكيان سوف ينتهي دون حرب تحريرية، كما تحدث سماحة السيد حسن نصر الله عن موضوع الفوز بالنقاط. الفوز بالنقاط لا يعني ماتش كرة قدم، ولكن كما يقول الفيلسوف الصيني هي ضرب قواعد العدو، يعني ليس عليك أن تقتل العدو حتى تكون منتصرا، بل عليك أن تقضي على فكرة استمراريته، ووجوده ومستقبله في هذه البقعة أو هذه المنطقة.
ما يحصل اليوم من هجرة مضادة من الأراضي الفلسطينية المحتلة هو خطر وجودي على الكيان، ونرى بأن الحرب الطويلة ليست لمصلحته، ودائما ما كان يحذر "بن غوريون" من هذا الموضوع، فبالتالي ضغط المقاومة الفلسطينية في غلاف غزة من جهة، وضغط المقاومة اللبنانية التي هي جبهة استناد، ما يعني أن هناك إدارة للتصعيد في هذا الموضوع. كما نرى بأن هناك بعض الفتات من الأسلحة تدخل شيئا فشيئا إلى المعركة كرسالة واضحة إلى العدو.
الحرب مع لبنان ليست نزهة، الحرب مع لبنان كما يقول الإعلام الإسرائيلي بأنها سوف تكون عشرات الأضعاف عن الذي يجري في غزة، وكلنا نعلم بأن الذي يجري في غزة، هو مقتلة للعدو وقد تعرض لخسارة عسكرية فادحة على الأرض.
ويجب أن نشير هنا إلى أن مسألة شن حرب على لبنان، أن الأمريكي لا يريد خوض هذه الحرب على ما يبدو، علما أن الأمريكي يكذب، ولكن بنيامين نتنياهو يخاف أن يهرب إلى الأمام.
طبعا هذا الأمر لا نخشاه في لبنان، بالعكس تماما سوف يكون العدو قد خطى الخطوة الأخيرة بصعوده إلى الهاوية، صحيح يستطيع الأمريكي دعم الإسرائيلي عسكريا، ودعمه اقتصاديا، ولكن لا يستطيع أن يحميه من نفسه.
كل المعادلات، وكل باحث بالشأن الإسرائيلي يعلم بأن كل الطرق تؤدي إلى روما، كل الطرق تؤدي إلى نتيجة، وهي مستوطن يساوي كيان، لا مستوطن يعني لا كيان، وهذا المفهوم قد ضرب.
المستوطن اليوم لم يعد يشعر بالأمان في هذه البقعة التي يحتلها، وهذا بحد ذاته تغيير جذري في الصراع، وهذا ما قصدت به فلسفة الصراع، فالمستوطن يعني العسكري المستوطن يعني الدكتور، المستوطن يعني المهندس المستوطن يعني هو التركيبة الاجتماعية لهذا الكيان، فلذا نرى بأن التصاعد أو إدارة التصعيد على جبهة لبنان هي مدروسة ونوعية إلى أبعد حدود، هي بجهوزية كاملة لأي احتمال، وكل الاحتمالات واردة.
_ تحدثت وسائل إعلام أمريكية عن تحركات تقودها واشنطن لإبرام صفقة التطبيع بين السعودية و"إسرائيل" كجزء من خطتها لما بعد الحرب في غزة.. كيف يمكن تلقي هذه الخطوة أو تطبيقها على أرض الواقع؟ وما تداعيات هذه الخطوة خصوصاً عقب تأكيد بايدن للمرة الرابعة أن أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت المقاومة الفلسطينية للقيام بعملية طوفان الأقصى، هو صفقة التطبيع بين السعودية والكيان؟
بالنسبة لموضوع السعودية والسلام مع "إسرائيل"، أنا ضد كلمة التطبيع، فالتطبيع لغويا يعني كان هناك شيئا طبيعيا، ولم يعد طبيعيا، وثم عاد إلى طبيعته، و"إسرائيل" مجرد وجودها غير طبيعي.
فبالتالي أي عمليات سلام مع السعودية وما غيرها، لن تؤدي إلى أي تغيير، أساسا هم متفقون، أساسا هم منسجمون، أساسا أنهم يعرفون بعضهم البعض.
الموضوع ليس متوقف على ورقة أو اتفاق ممكن أن يوقع، يكون الأمريكي واهم بعد 7 أكتوبر، لأن الحديث عن المنطقة قبل 7 أكتوبر يختلف تماما عن الحديث عن المنطقة من بعد 7 أكتوبر.
ربما يريد الأمريكي من هذا الموضوع أن يحقق شيئا في الانتخابات الأمريكية، ولكن على المستوى التنفيذي والعملي، إن وقعت السعودية اتفاق ألمتوقع هي مصطفى، ومعلوم موقعها من الصراع، آ هذه الحرب. أسقط الطرقة، التوت عن الجميع. فلا أرى بأن هناك فارق إن وقعت على مستوى العمل اللي يتكلم، وقعت السعودية اتفاق أم لم توقع فهي مصطفه مع العدو ومعلوم موقعها من الصراع.
هذه الحرب أسقطت ورقة التوت عن الجميع، فلا أرى أن هناك فارق على المستوى العملي، إن وقعت السعودية أم لا، وكلنا نعرف موقعها من الصراع وموقفها وموقف بعض الدول العربية، فهذا الأمر منتهي ومحسوم ولا يحتمل شرح أكثر من هذا القدر