استهدافُ 18 سفينة في البحرَين الأحمر والعربي.. حصادٌ مُــرٌّ للأمريكيين والبريطانيين والصهاينة


استهدافُ 18 سفينة في البحرَين الأحمر والعربي.. حصادٌ مُــرٌّ للأمريكيين والبريطانيين والصهاينة

فرضت القواتُ المسلحة اليمنية واقعاً جديدًا في مستقبل الصراع العربي مع الكيان الصهيوني، وفاجأت العالم بحضورها القوي والاستثنائي في مناصرة المظلومين في قطاع غزة.
وبلغ عددُ العمليات العسكرية اليمنية منذ بدء “طُـوفان الأقصى” أكثر من 200 طائرة مسيَّرة وأكثر من 50 صاروخاً باليستياً ومجنَّحاً، وتنوعت ما بين قصف الموانئ جنوبي فلسطين المحتلّة في ميناء “أُمِّ الرشراش” باستخدام الصواريخ الباليستية والطائرات المسيَّرة، وأُخرى بحرية تمثلت في منع مرور السفن الإسرائيلية أَو المرتبطة بالكيان من المرور عبر مضيق باب المندب والبحر الأحمر، إضافة إلى استهداف السفن الأمريكية والبريطانية في خليج عدن.
وتأتي هذه العمليات في ظل مساندة اليمن المتواصلة للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة في قطاع غزة، حَيثُ ربطت القوات المسلحة اليمنية إيقاف هذه العمليات بإيقاف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة، وهي مبادئُ لا يمكن أن تحيدَ عنها القيادة الثورية والسياسية اليمنية على الإطلاق.
وقبل الدخول في معركة البحر الأحمر، أطلقت القواتُ المسلحةُ اليمنية الصواريخَ الباليستية والطائرات المسيَّرة على ميناء “أُمِّ الرشراش” أَو ما يسمِّيه العدوُّ “إيلات”، محدِثةً رُعباً داخلَ كيان العدوّ الذي تفاجأ بهذه الضرباتِ القادمة من اليمن، وشكّلت له كابوساً في سياق معركته التي يخوضها في قطاع غزة، واستمرت هذه العمليات لعدة أسابيعَ قبل الانتقال إلى الخيار الأقسى على العدوّ الصهيوني وهو فرضُ الحصار عليه في البحرَينِ الأحمر والعربي.
انتقلت القواتُ المسلحة اليمنية إلى المرحلة الثانية من المواجهة مع الكيان الصهيوني، تمثلت في منع السفن الإسرائيلية من المرور عبر مضيق باب المندب والبحر الأحمر، وعلى الرغم من الاستهتار بهذا القرار من قبل الصهاينة وغيرهم، إلا أنهم تفاجأوا بالعملية العسكرية النوعية لأبطال القوات البحرية في الـ 14 من نوفمبر2023م، والتي تمثلت في الاستيلاء على سفينة “جلاكسي ليدر” الإسرائيلية واقتيادها إلى ميناء الحديدة غربي اليمن.
وللتأكيد على براعة العملية والتكتيكات النوعية في الاستيلاء على السفينة، بث الإعلامُ الحربي مشاهد للعملية، ووزّعها على وسائل الإعلام اليمنية والعالمية، ولا تزال تلك الوسائل تحتفظ بهذه المشاهد كوثيقة تاريخية هامة.
اعتقد الصهاينةُ أن الاستيلاءَ على “جلاكسي” هو حَدَثٌ استثنائي، وأن اليمن لن يغامر بأية عملية أُخرى، لكن اليمن مضى في قرارِه التاريخي، لتأتيَ العمليةُ الثانية في الـ 3 من ديسمبر الماضي، وذلك باستهداف السفينتَينِ “يونتي إكسبلورر” و”نمبر ناين”، حَيثُ جاء الاستهدافُ بعد رسائل تحذيرية لها بعدم المرور من البحر الأحمر، بعد أن حاولت السفينتان خرق الحصار البحري المفروض على الكيان الإسرائيلي، فسارعت القواتُ البحرية لاستهدافهما بالصواريخ البحرية والطائرات المسيَّرة، وبهذه العملية نجحت القواتُ البحرية في فرض قرارها بمنع السفن الإسرائيلية من الملاحة في البحر الأحمر.
وَفي الـ 9 من ديسمبر 2023م، ونتيجةً لاستمرار العدوّ الصهيوني في ارتكاب المجازر المروعة وحرب الإبادة الجماعية والحصار بحَقِّ إخواننا في غزةَ، أعلنت القواتُ المسلحة اليمنية عن المرحلة الثانية من التصعيد ضد الكيان الصهيوني، تمثلت في منع مرور كُـلّ السفن المتجهة إلى الكيان الصهيوني من أية جنسية كانت، إذَا لم يدخل لقطاع غزةَ حاجتُه من الغذاء والدواء، وستصبح هدفاً مشروعاً لقواتنا المسلحة.
 
استهدافُ سفينتَي “استريندا” وَ”ميرسيك جبرلاتر”:
بعد ثلاثة أَيَّـام من هذا الإعلان، نفَّذت العملية الأولى ضد سفينةِ “استريندا” التابعة للنرويج، والمتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلّة، وذلك في الـ12 من ديسمبر2023م، حَيثُ تم استهدافها بصاروخ بحري مناسب.
وبعد يومَينِ فقط في 14 ديسمبر الماضي، نفذت القوات البحرية في القوات المسلحة عمليةً عسكرية ضد سفينة حاويات “ميرسيك جبرلاتر” كانت متجهةً إلى الكيان الإسرائيلي، وَتم استهدافها بطائرة مسيّرة، وكانت الإصابةُ مباشرةً، وذلك بعد رفض طاقم السفينة الاستجابةَ لنداءات القوات البحرية اليمنية.
وفي الوقت الذي كانت فيه البحرية اليمنية تحاول منع السفينة “ميرسيك جبرلاتر” من مواصلة الإبحار كانت البحرية اليمنية في نفس الوقت قد تمكّنت من منع مرور عدة سفن كانت متجهةً للكيان الإسرائيلي استجابت للتحذيرات التي تطلقُها القواتُ البحرية.
وفي الـ18 من ديسمبر 2023م، نفَّذت القواتُ البحرية اليمنية عملية عسكرية نوعية ضد سفينتين لهما ارتباطٌ بالكيان الصهيوني، الأولى سفينة “سوان أتلانتك” كانت محمَّلةً بالنفط، والأُخرى سفينة “إم إس سي كلارا” كانت تحمل حاويات وقد تم استهدافهما بطائرتَينِ بحريتين.

واصلت القوات البحرية في القوات المسلحة اليمنية عملياتها؛ لتؤكّـد إصرارها على تنفيذِ قرارِها بمنع أية سفينة تتجهُ إلى الموانئ في الكيان الصهيوني، الأمر الذي أَدَّى إلى تعطُّلِ الحركة في ميناء “إيلات” واعتراف الصهاينة بتكبدهم خسائرَ اقتصاديةً كبيرة.
وعلى الرغم من كُـلِّ هذه العمليات إلا أن سفن الأعداء كانت تُصِرُّ على كسر الحصار، لكنها لم تفلح، ففي الـ26 من شهر ديسمبر 2023م، أعلنت القوات المسلحة اليمنية تنفيذ عملية مزدوجة تمكّنت خلالها من استهداف السفينة MSC يونايتد بصاروخ بحري، بالتوازي مع دك “أم الرشراش” بطائرات مسيّرة؛ نُصرةً للشعب الفلسطيني.
وفي 31 ديسمبر 2024م، وبالتزامن مع التهديدات الأمريكية والبريطانية، ومحاولة العدوّ التقليل من شأن الموقف اليمني، أقدم العدوُّ الأمريكي على استهداف ثلاثة زوارق تابعة للقوات البحرية اليمنية كانت تمارسُ مهامَّها الاعتيادية الرسمية في ترسيخ الأمن والاستقرار وحماية الملاحة البحرية وتقومُ بواجبها الإنساني والأخلاقي المتضامن مع الشعب الفلسطيني المظلوم؛ ما أَدَّى إلى استشهاد 10 من أبطال القوات البحرية، وجاء ذلك خلال عمليةِ اشتباكات مباشرة أثناء منع سفينة الحاويات “ميرسك هانغزو” من المرور إلى موانئ فلسطين المحتلّة.
افتتحت القواتُ المسلحة العام الجديد 2024 بعملية مساندة لغزة في الــ 3 من يناير 2024م، حَيثُ أعلنت قواتنا المسلحة عن استهداف السفينة سي إم أي سي جي إم تيج CMA CGM TAGE التي كانت متجهةً إلى موانئ فلسطين المحتلّة؛ وسط تأكيد استمرار قواتنا في منع السفن الإسرائيلية أَو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلّة من الملاحة في البحرَينِ الأحمر والعربيِ حتى إدخَال ما يحتاجُه إخوانُنا في قطاع غزة من غذاء ودواء.
ولأن الأمريكي لم يأخذ تحذيرات القوات المسلحة اليمنية على محمل الجد، فقد أعلنت قواتنا المسلحة، في 10 يناير 2024م، عن عملية عسكرية استهدفت سفينة أمريكية كانت تقدم الدعم للكيان الصهيوني، وبهذا فقد فتح الأمريكي على نفسه دائرة النيران بأن جعل سفنَه أهدافاً مشروعةً؛ نتيجةً لاعتداءاته على اليمن وقواتها المسلحة؛ وهو ما أكّـدت عليه قواتُنا المسلحة وقتَها بأن استهدافَ السفينة الأمريكية جاء كردٍّ أولي على الاعتداء الغادر الذي تعرضت له القوات البحرية من قبل قوات العدوّ الأمريكي في 31 ديسمبر الماضي.
ولم تمضِ سوى أَيَّـامٍ قليلة على الوعيد والتحذير اليمني حتى نفذت قواتُنا المسلحة عملية استهداف جديدة، وبمستوىً متصاعدٍ وغير متوقع للعدو ولم يكن في حسبانه؛ حَيثُ استهدفت القوات البحرية اليمنية سفينة أمريكية في خليج عدن في 15 يناير 2024م، وذلك بعدة صواريخ كردٍّ على العدوان الأمريكي البريطاني على البلد ونصرة للشعب الفلسطيني، وسط تأكيد بأن كافةَ القطع الحربية الأمريكية والبريطانية المعتدية على اليمن أصبحت ضمنَ بنك الأهداف.
وفي 16 يناير 2024م؛ أعلنت قواتنا المسلحة، استهدافَ السفينة “زوغرافيا” والتي كانت متجهة إلى موانئ فلسطين المحتلّة؛ وجددت التأكيد على استمرارها في اتِّخاذ كافة الإجراءات الدفاعية والهجومية ضمن حق الدفاع المشروع عن اليمن العزيز والتأكيد على استمرار التضامن العملي مع الشعب الفلسطيني المظلوم.
ويأتي ذلك بالرغم من حجمِ التهديدات الأمريكية والبريطانية على اليمن؛ بهَدفِ ثني قواتنا المسلحة عن مواصلة موقفِها البطولي المناصِر للمحاصرين من أبناء فلسطين، وفي المقابل فَــإنَّ تلك التهديدات زادت اليمنَ قوةً وعنفواناً، وإصراراً أكثرَ على تطوير ترسانته العسكرية وتصنيعه الحربي للصواريخ المتطورة بشتى أنواعها، وهو ما أكّـده قائدُ الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، في خطابه، والذي قال فيه بأنه “كلما استمر العدوانُ الصهيوني وحصارُه على قطاع غزة كلما استمرت القواتُ اليمنيةُ في تطوير أسلحتها بشكلٍ أكبرَ وأكثرَ فاعليةً وتأثيرًا”.
 
وفي 17 يناير 2024م، أعلنت قواتنا المسلحة استهداف السفينة الأمريكية (جينكو بيكاردي) في خليج عدن وذلك بعدد من الصواريخ البحرية المتطورة.
أما في 19 يناير 2024م فقد أعلنت قواتنا المسلحة عن تنفيذ عملية استهداف لسفينة “كيم رينجر” الأمريكية، في خليج عدن بصواريخ بحرية مناسبة، وسط تأكيد بأن أي اعتداء جديد لن يبقى دون رد وعقاب.
استهداف “أوشن جاز OCEAN JAZZ”:
وتوالت الضرباتُ على السفن الأمريكية، ففي22 يناير 2024م، أعلنت قواتنا المسلحة استهداف سفينة الشحن العسكرية الأمريكية (أوشن جاز OCEAN JAZZ) في خليج عدن بصواريخَ بحرية مناسبة، وكعادتها القوات المسلحة اليمنية مع كُـلّ استهداف تؤكّـد أن هذه العملياتِ تأتي انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني ودعماً وإسناداً لصمود إخواننا في قطاع غزة وفي إطار الرد على العدوان الأمريكي البريطاني على بلدنا، والتأكيد على استمرار حركة الملاحة في البحرَينِ العربي والأحمر إلى كافة الوجهات حول العالم عدا موانئ فلسطين المحتلّة؛ حتى يتوقَّفَ العدوانُ ويُرفعَ الحصارُ عن الشعب