القمة العربية .. الأسد يخطف الأضواء واليمن والسودان قضايا شائكة

القمة العربية .. الأسد يخطف الأضواء واليمن والسودان قضايا شائكة

يعود الرئيس السوري بشار الأسد، اليوم الجمعة، للمشاركة في القمة العربية في جدّة في السعودية بعد 13 عاماً من الغياب،.
    
القمة العربية .. الأسد يخطف الأضواء واليمن والسودان قضايا شائكة
ووصل الأسد إلى مدينة جدة الساحلية على البحر الأحمر مساء الخميس لحضور القمة السنوية لجامعة الدول العربية، في أول مشاركة له منذ أن عُلّقت عضوية دمشق فيها عام 2011.

وتلقّى الأسد دعوة من الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز من أجل المشاركة في الدورة الـ32 لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية التي أعلنت في 7 أيار/مايو الجاري موافقتها على عودة سوريا إلى مقعدها فيها.

واستعادت الرياض علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا، بعدما أعلنت استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إيران في آذار/مارس الماضي.

وبدأ القادة العرب، منذ أمس الخميس، بالوصول تباعاً إلى مدينة جدة للمشاركة في القمة، إلا أنّ زعماء المغرب والجزائر وعُمان والإمارات والكويت والسودان تغيّبوا عنها.

وإضافة إلى تطبيع العلاقات مع دمشق، من المتوقّع أن تتصدّر جدول أعمال القمة التي تنطلق اليوم أزمتان رئيسيتيان: النزاع المستمر منذ شهر في السودان، والنزاع المتواصل في اليمن منذ أكثر من 8 سنوات.



وفضلاً عن ملفي السودان واليمن، ستحظى القضية الفلسطينية والتطورات في قطاع غزة والضفة الغربية والأوضاع في لبنان، وتحديداً الفراغ الرئاسي، وأوضاع اللاجئين السوريين والفلسطينيين حيزاً من أعمال القمة.

وإضافة إلى التحديات الكبيرة التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط، تحتل القضايا الدولية مساحةً في جدول أعمال القمة، أبرزها الحرب في أوكرانيا، بحسب ما ذكر الأمين العام المساعد للشؤون السياسية الدولية في الجامعة العربية خالد منزلاوي.

وقال منزلاوي: "لا بد من التأكيد أنَّه ستكون هناك حاجةٌ ماسةٌ للتوافق والتضامن بصورة جماعية... هذه المرحلة بالغة الخطورة من تاريخ العالم الذي يشهد إعادة رسم خرائط العلاقات الدولية".

وأكّد أنّ "التوافق العربي سيحقق موقفاً عربياً واحداً يعطي ثقلاً للعمل العربي، ويجعل القرار العربيّ مسموعاً، ليس على الصعيد الإقليمي فحسب، بل سيتخطَّى ذلك إلى النطاق العالمي أيضاً".

من جهة أخرى، يسلط ترحيب جامعة الدول العربية بعودة الرئيس السوري الضوء على الانتكاسة التي مُنيت بها مساعي قطر لتكون صوتاً دبلوماسياً له ثقله في الشرق الأوسط، وفقاً لوكالة "رويترز".

وأعلنت قطر المعارضة صراحةً للأسد، وأكدت في وقت سابق من هذا الشهر أنّها لن تطبّع العلاقات مع حكومة دمشق، لكنّها أشارت إلى أنها لن تكون "عائقاً" أمام الخطوة التي اتخذتها الجامعة العربية.

ويرى محللون، وفق "رويتزر"، أنّ التغير في موقف الدوحة بشأن سوريا مؤشر على تراجع محتمل عن سياستها الخارجية الإقليمية التي اتسمت بالطموح ذات يوم لتجنب إثارة حفيظة أقوى جيرانها.

ويرى الرئيس التنفيذي لمؤسسة "Gulf State Analytics"، جورجيو كافيرو، أنّ "الرياض استخدمت نفوذها لدفع الدول الأعضاء في الجامعة العربية إلى إعادة سوريا إلى المنظمة".

وقال إنّ "قطر لا ترغب في أداء أي دور معوّق من شأنه أن يجازف بإغضاب القيادة في الرياض والعواصم العربية الأخرى"، لكن محللين يتساءلون: إلى متى يمكن للدوحة أن تظل على موقفها، وخصوصاً أنها، وفق ما أوردت "رويترز"، "تدرك جيداً خسارتها، لكنها تريد أن تكون آخر دولة تطبع العلاقات مع سوريا"؟