نرحبا بزوا موقع_عتمة برس
اليمن/السلام الشامل والعادل مقبول والمنقوص مرفوض!!
كتب/عبدالجبار الغراب
تلوح مجددآ وفي الأفق تحركات حثيثة ومستمرة وتداولات منتشرة في اغلب وسائل الإعلام المختلفة ومن أكثر من إتجاه لوضع حدآ نهائيا لحرب اليمن الكارثية والتي دخلت عامها التاسع قبل أيام ، هذه التحركات قد سبقتها مخاضات عسيرة وطرق لها تشعبات طويلة من المباحثات والحوار بين مختلف الاطراف وعلى وجه الخصوص وفد صنعاء وقوى العدوان وعلى رآسها السعودية ، هذه الحرب الظروسة العبثية ضد الشعب اليمني والتي كان لرسمها معطيات حالية موجودة وحددتها الكثير من النتائج العظيمة التي حققتها مختلف الانتصارات للشعب اليمني العزيز وجيشه المغوار ولجانه الشعبية الابية في حصادهم الجبار والانتصار على قوى تحالف العدوان ، ليفرضوا معها وقائع ظاهرة للعيان وشاهدة على التفوق والانتصار وقاهره لقوى العدوان والتي كانت هي الفيصل للقبول بالهدنه الأممية والموقعه قبل اكثر من عام من الآن ، والتي التزام فيها تحالف العدوان بتنفيذ كامل بنودها ، ليتراجع بعدها عن التزاماته بتنفيذ كامل بنود الهدنة من فتح مطار صنعاء الدولي لعدد محدد من الرحلات ولأكثر من واجهة ، ويتنصل عن السماح لدخول العدد المحدد لناقلات الغاز والنفط والغذاء والدواء عبر ميناء الحديدة ، وعدم التزامه بفتح الطرقات ، لتمتد وتزداد على إثر كل ذلك خروقات تحالف العدوان للهدنه ، وحتى مع عدم التجديد لها ورفض ذلك من قبل حكومة صنعاء الا وفق شروط يتقدمها تسليم مرتبات الموظفين ، صارت الامور في منحنيات عديدة قادتها نوايا ماكرة لأهداف خبيثة لتوسيع النفوذ والتواجد لأمريكا وإسرائيل وفرنسا وبريطانيا في الجنوب اليمني والجزر الهامة والسواحل البحرية.
وعلى هذا الاساس فقد تتسارعت وتيرة الأحداث المتعلقة بحرب اليمن الظالمة ، ودخلت في منعطفات بارزة توحي عديد التحركات للكثير من الدول في تحقيقها بإنفراجه قد تقود الى وقف دائم لإطلاق النار ، ومن هنا تسعى دول العدوان وعلى رآسها السعودية الى الخروج الجاد من مأزق تورطها بحرب اليمن وخاصتآ بعدما كان للاتفاق التاريخي وإعادة علاقتها مع إيران تاثيره السريع الى بلورة المخارج بصورة سريعة لإنقاذ نفسها من هذا المستنقع الخطير ، خصوصآ بعدما تأكد لها إستقلالية القرار اليمني في صنعاء وعدم تبعيته لدوله ما ، هذه التحركات السياسية الظاهرة موخرآ اهدافها سعوديا وبصورة كبيرة في اخراجها للحلول للمعضلة اليمنية التي أهلكت معها دول تحالف العدوان منذ بدايات أقدامها الخبيث بشنهم حرب على اليمن واليمنيين ، لتأخذ معها منعطفات ومنحنيات خطيرة كان لها تاثيرها الفضيع بصورتها الاساسية لإدخالهم كامل الشعب اليمني ضمن أكبر كارثة إنسانية عالمية ، لتوضعهم هذه الكارثة الإنسانية ضمن محطات عديدة قادتهم الى تلقص نفوذهم السابق وتقزم واضح لقواتهم العسكرية.
وبعد ما مرت سنوات الحرب المشوؤمة بأعوامها الثمان المفروضة على الشعب اليمني فقد تداعت كل نتائجها السلبية الكارثية في مقامها الأول على من شن الحرب لإرتكابهم الجرائم بقتلهم وجرحهم لمئات الألأف من المواطنين وإلحاقهم للدمار الشديد بالمباني السكنية والمحلات التجارية والمصانع والمنشآت الحكومية ، وشريدهم لملايين السكان من منازلهم ، ليشكلوا على إثرها أكبر كارثة إنسانية عالمية وبشهادة الأمم المتحدة نفسها ، لتتهاوى كل أهدافهم وتتحطم كل مخططاتهم ، لتنعدم معها كل البدائل والاوراق لإعادة إنتاج فرض جديد قد يدخلونه كمكسب لتحقيق ما اقدموا عليه قبل ثمان سنوات.
لتقابل العنجهية والإستكبار العدواني بالصمود والتصدي الأسطوري لكامل الشعب اليمني في مواجهته للعدوان الغاشم ، وتكتمل معها كل سيناريوهات النجاحات التي حصدها اليمنيون بإنتاجهم العسكري التصنيعي والتطور في عمليات الردع العسكري الفارضة للشروط والملزمة للعدو للجلوس على طاولة المفاوضات ، لتعطي بفعلها رسائل كبيرة للعدوان لعله يستقبلها بسرعة للتعجيل في إنهاء حرب اليمن الخاسرة ، ومن الهدنة والمماطلة في عدم تنفيذ بنودها والامتداد لها وعدم التجديد كلها تتعطي في مفادها رسالة انه لابد من أخذ الحق بقوة اليد ويكون لمنع النهب والسلب للثروات معادلة أدخلتها حكومة صنعاء بمنعها للشركات والناقلات لتصدير وبيع النفط اليمني وجعل ايراداتها لصالح صرف مرتبات كامل موظفي الجمهورية اليمنية.
فالسلام الكامل والشامل والعادل هو منال ومطلب كل اليمنيون ومنذ الوهلة الأولى لإنطلاق حرب تحالف العدوان ضد شعب اليمن والإيمان ، فكم هي المبادرات المقدمة من اليمنيون والقابلة للتنفيذ والتطبيق ومن قبل الجميع ، لكن كان لمبتغيات الأمور أحقادها المستمرة واحلامها في تحقيق الانتصار وتنفيذ مخططاتهم الإستكبارية للتمدد والانتشار ولنهب لكامل الثروات والسيطرة على اليمن وجعلها تابعة لهم ، ليطول بهم المطاف للاستمرار في الاعتداءات على الشعب اليمني لتلحق بهم الهزائم والانكسارات وتنكسر شوكتهم ، لتقودهم بعدها غرورهم بالاستمرار في إرتكاب المجازر وفرضهم للحصار الجائر ، ويلعبون بحقارتهم بالورقة الانسانية ومعاناة الملايين من السكان ويجعلوها مصلحة وابتزاز لتحقيق وتعويض نصر لم يستطيعوا تحقيقه بالقوة العسكرية الضخمة وعتادهم المتطور وتحلفاهم الدولي الكبير بقوام عشرين دولة.
فالسلام هو آمال وأحلام الشعوب والدعوات له مستمرة ، ولتحقيقه لابد من جعل كل محتوياته فرض موجود بالواقع وملموس ، وقابلة للتنفيذ وغير منقوصه لمآرب وأهداف مستقبلية يتغذى عليه العدو للنخر من جديد وإشعال للفوضى والدمار والاستمرارية في فرضهم لمعاناة الناس ، وايضا وقف كامل شامل لكل الأعمال الحربية ومغادرة كل القوات الاجنية ورفع الحصار ومن كل الاتجاهات وتسليم المرتبات الكاملة السابقة لكل موظفي الدولة من موارد اليمن الموجودة في بنوك ومصاريف قوى العدوان ومرتزقتهم وضمانات لإستمرارية صرفها وإطلاق جميع الأسرى الكل مقابل الكل ، وفتح كامل للمعابر والطرقات في كل المدن والاحياء وبدون إستثناء ، وإعادة إعمار البلاد ودفع كامل للتعويضات وموقع في هذا الاتفاق وملتزمون في التنفيذ هم دول العدوان لما خلفته هذه الحرب من آثار مآساوية وفي كل القطاعات الخاصة والعامة ، وعدم التدخل مجددآ في شوؤن البلاد هنا يكون للسلام الكامل قبوله ، أما منقوصآ ومجزأ ووضع بعض بنوده للتنفيذ لقادم الشهور والسنوات : فهي المعضلة بحد ذاتها لإدخال اليمن وشعبها في نفق مظلم لا يمكنهم بعد ذلك الخروج منه.
هنا هي الفرصة للسعودية والإمارات بالذات لأخذهم للقرار الشجاع والصادق في ما يخص إنهاء الحرب على اليمن وعدم الاستماع لكل إملاءات الأمريكان الرامية لعرقلة مختلف الجهود الداعية لإحلال السلام في اليمن ، وان يستغلوا فرصة التقارب وبناء للعلاقات من جديد مع إيران والتي في الأساس أزعجت الأمريكان بإمكانهم اتخاذ القرار بعيدا عن التبعية الأمريكية.
اما غير ذلك فلتعلم السعودية ومعها الإمارات وبوجود الوفد السعودي الان في صنعاء للتفاوض والحوار وبرفقته الوسيط العماني ان غير السلام الشامل والعادل لا قبول له ، وان القادم آمر وأشد وموضوع في أدراج حكومة الإنقاذ بصنعاء لأخذ الحقوق بقوة اليد ، وهو ما سوف يكون له تداعياته الفضيعة على المنطقة بآسرها بل على العالم أجمع.
والعاقبة للمتقين.