موقع ألماني : فرقاطة هامبورغ: مسرح صيفي محفوف بالمخاطر في البحر الأحمر

موقع ألماني : فرقاطة هامبورغ: مسرح صيفي محفوف بالمخاطر في البحر الأحمر







http://t.me/ahdathalyemen
كان يا ما كان، كان هناك سفن حربية غربية في البحر الأحمر وكان من المفترض أن توقف هجمات الحوثيين. وبطريقة ما لم ينجح الأمر.
إنما ها هي ذي السفن لاتزال تُرسل إلى هناك؛ كما هو الحال الآن مع الفرقاطة الألمانية هامبورغ.
إنه مشروع غطرسة. لكنه مشروع محفوف بالمخاطر. لا معنى لرحلة الفرقاطة الألمانية هامبورغ إلى البحر الأحمر. ففي نهاية المطاف، أصبح من الواضح للجميع أن الحوثيين ربحوا المواجهة. ولقد تكيفت معظم شركات الشحن مع هذا الأمر منذ فترة طويلة.
ليس الأمر كما لو أنه لا وسيلة لألمانيا لتغيير الوضع إلا إرسال فرقاطة. فمثلا، كان من المفترض في ضوء الإبادة الجماعية في غزة أن يحدث تزحزح ما عن الموقف المساند لإسرائيل على الدوام. لكن هناك إصرارا على جعل أي مواقف منتقدة لإسرائيل معادية للسامية وإصرارا كذلك على شيطنة المنظمات الفلسطينية. واقعا، هناك طريقة واحدة فقط لوقف الهجمات اليمنية على السفن في البحر الأحمر، وهي وقف الإبادة الجماعية في غزة.
سيان. فطالما لا مجال للاعتراف بالهزائم، فليتصرف الجميع كما لو أنها لم تكن. لذا لا بد لهذه العملية ذات الاسم الجميل «حارس الرخاء» من أن تستمر. الصحافة الألمانية، وبعد غرق العديد من سفن الشحن، تشعر بالقلق بعض الشيء. حتى إن وكالة NDR أعربت عن خشيتها من «مهمة انتحارية». يتركز الانتقاد في مسألة أن الفرقاطة هامبورغ، والتي هي الآن في طريقها إلى جزيرة كريت لاستكمال جولة من التدريب على الهدف، ليست مجهزة برادار للكشف عن الصواريخ المضادة للسفن. لكن لا مشكلة، بحسب ممثل لرابطة الجيش الألماني، فالسفن الأخرى في التحالف لديها تلك الإمكانية.
على أية حال ليست المشكلة مشكلة ذلك الرادار. فهو، إزاء صواريخ ذات خطورة حقيقية، يكون عديم الفائدة تماما. وكان الحوثيون قد أعلنوا منذ فترة أنه أصبح لديهم صواريخ فرط صوتية. ثمة حادثة وقعت في شبه جزيرة القرم حين قصفت صواريخ أمريكية مرتادي مسبح مع أطفالهم، عندها أعلن الجانب الروسي أنه قادر على تجهيز معارضي الولايات المتحدة بالسلاح المناسب، وهو ما قد يؤدي إلى توسيع الترسانة إلى مستويات أبعد.
تعتبر الصواريخ الفرط صوتية مصطلحا مرعبا حقا عندما يتعلق الأمر بأي شيء يطفو. وذلك لأنه لا يوجد دفاع ضدها، والرادار، على افتراض أنه ليس غير مفقود، يمكن له أن يعطي إشعارا مسبقا بحدوث اصطدام خلال ثوانٍ قليلة. في الحقيقة، فإن هذه الفرقاطة، المخصصة أصلا للدفاع الجوي، لا يمكنها إطلاق النار حتى على العصافير إلا بمدافع التصدي للطائرات المسيرة. وتلك أيضا نقطة من نقاط مهمتها في البحر الأحمر. ليست المسألة فقط أن الوجود الكامل لـ»حراس الرخاء» لم يغير من حقيقة أن الحوثيين هم الذين يقررون من يُسمح له بالمرور نحو قناة السويس ومن لا يُسمح له؛ بل وأنه في كل مرة يتعين عليهم التصدي للطائرات المسيرة، يتم استخدام صواريخ قيمتها أعلى بكثير من قيمة الطائرات المسيرة.
وبالتالي فإن الرادار، الذي يعتبر ذا أهمية بالغة، مفيد فقط إزاء الصواريخ الباليستية. كما هو الحال مثلا مع صاروخ ATACMS الذي تم إطلاقه ضد شبه جزيرة القرم. لماذا؟ لأن صواريخ كروز القادرة على تغيير اتجاهها لا يتم ضبطها على مسار يتبع مبادئ فيزيائية غير قابلة للتغيير عند لحظة إطلاقها. لكن حتى طائرات Jachont الروسية، التي يبلغ عمرها الآن ربع قرن (والتي لم يعد من الممكن استبعاد وجودها في اليمن)، تطير بسرعة تبلغ 1.6 مرة على الأقل سرعة الصوت في مسار متغير، بما في ذلك مناورات المراوغة. بالمناسبة، في كانون الثاني/ يناير، أعطى المعهد البريطاني للدراسات الاستراتيجية قائمة تفصيلية لنماذج الصواريخ المعروفة لدى الحوثيين، ومن بينها صواريخ إيرانية موجهة مضادة للسفن.
وماذا عن الصواريخ الفرط صوتية؟ إنها تنطلق بسرعة طيران تبلغ 5 ماخ أو 6174 كيلومترا في الساعة، أو ما يقرب من 100 كيلومتر في الدقيقة. وهنا ليس لدينا ما نرغب فيه، باستثناء صلاة أخيرة ربما.
وكما سبق القول، فإن هذا الانتشار الغربي لم يغد على الإطلاق استعراضا للقوة؛ فها هي ذي حاملة الطائرات الأمريكية آيزنهاور، والتي كانت هناك منذ البداية، قد عادت أدراجها بعد أكثر من نصف عام. أما هامبورغ فهي الفرقاطة الألمانية الثانية في هذه اللعبة، حيث كانت هيسن في المنطقة حتى أبريل. وبالنسبة للفرقاطة الفرنسية الألزاس، التي كانت مبحرة أيضا في المنطقة، فإن قبطانها تحدث عن «إطلاق نار متواصل» من قبل الحوثيين. كان ذلك أيضا في أبريل.
فقط، وبفضل وجهة النظر التي يتبناها الغرب بشدة، والقائلة بأن تزويد الحلفاء بجميع أنواع الأسلحة لا يشكل بأي حال من الأحوال شكلاً من أشكال المشاركة في الحرب، ربما يكون الوضع، الذي كان مزعجاً تماما خلال الربيع، قد تدهور أكثر.