العميد يحيى سريع أكثر مصداقية وتأثيراً عند الغرب أكثر من البنتاغون ورواياته (تقرير)

العميد يحيى سريع أكثر مصداقية وتأثيراً عند الغرب أكثر من البنتاغون ورواياته (تقرير)


على الرغم من عدة أشهر من الغارات الجوية الأمريكية ضد القوات المسلحة اليمنية، لم تتوقف الهجمات التي يشنها الجيش اليمني على السفن التجارية الإسرائيلية أو التي لا تزال تتعامل مع كيان الاحتلال أو السفن التجارية المملوكة للولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، مما يؤكد قدرة الجيش اليمني على تشكيل تهديد مستدام للمصالح الغربية والإسرائيلية حسب توصيف صحيفة واشنطن بوست في أحد تقاريرها الأخيرة، التي قالت “لقد استفاد الحوثيون من ترسانة من الأسلحة المتطورة لمهاجمة السفن، واستمروا في ذلك رغم الجهود الأمريكية لردعهم”.

التصاعد الأخير في هجمات البحرية اليمنية

خلال هذا الشهر فقط، أغرقت البحرية اليمنية سفينة وأشعلت النار في أخرى وهي معرضة أيضاً للغرق على أغلب الظن، واستخدم الجيش اليمني، الذي يقاتل على الأرض وفي الماء، طائرات بدون طيار وزوارق مسيرة هجومية يتم التحكم فيه عن بعد ومليئة بالمتفجرات.

ومن خلال اطلاع سريع على الإعلام الأمريكي ومقارنته بالإعلام الغربي والروسي والصيني، يجد المتابع أن العميد يحيى سريع متحدث القوات المسلحة اليمنية يحظى بمصداقية أكبر وأوسع لدى الشارع الأمريكي والأوروبي والدولي عموماً أكثر بكثير من الرواية الدعائية الأمريكية التي يحاول البنتاغون بثها والتي تحاول توجيه الأنظار عند الحديث عن ضراوة القتال اليمني ضد البحرية الأمريكية إلى ما تزعمه واشنطن باستمرار أنه “الدعم الإيراني”، على الرغم من أن هذه الرواية لم تعد مصدّقة لدى الغرب قبل الشرق، بما في ذلك الإدارة الأمريكية ذاتها التي ذهبت مؤخراً لتوجيه التهمة لطرف دولي جديد بدعم القوات اليمنية بقطع ومكونات أو تقنيات لصناعة الأسلحة المتطورة المستخدمة في المعركة مع البحرية الأمريكية، حيث فرضت الخزانة الأمريكية عقوبات مالية على شركات صينية ورجال أعمال صينيين زعمت أنهم على علاقة بالجيش اليمني وتكفلوا بمهام نقل وتجارة مكونات وقطع لأسلحة من تسميهم إدارة بايدن “الحوثيين”، وتزعم أمريكا أن التكتيكات القتالية اليمنية المتطورة التي أفشلت استراتيجية الحرب الأمريكية في المعركة البحرية سببها الدعم الإيراني بالخبرات القتالية، وأن ذلك هو السبب في مواصلة هجمات القوات اليمنية ضد السفن المحظورة وضد سفن البحرية الأمريكية من مدمرات وفرقاطات وأيضا حاملة الطائرات آيزنهاور، التي تم ضربها حتى الآن ٤ مرات إلى أن قررت واشنطن سحبها يوم أمس من البحر الأحمر للصيانة، ويبدو رمي التهمة في تفوق اليمنيين على البحرية الأمريكية على إيران منطقياً كون الاعتراف الأمرسكي بالهزيمة من قبل من تسميهم واشنطن “مجموعة مليشيات إرهابية” أمراً مخزياً ويقود للسخرية من الولايات المتحدة التي تقدم نفسها كأكبر وأقوى قوة بحرية على وجه الأرض.

تحديات الردع الأمريكي

تعرضت الجهود الأمريكية لوقف هجمات الجيش اليمني ومزاعم “حماية الشحن العالمي” لانتقادات من الكونجرس، ويقول المشرعون إنه لم يتم بذل ما يكفي لتحقيق الردع الفعال، ووفقاً لجيرالد فيرستين، سفير الولايات المتحدة السابق إلى اليمن، فإن “الحوثيين لديهم القدرة على استبدال كل ما يتم تدميره، كما أن الولايات المتحدة تجد صعوبة في منع تدفق المواد إلى اليمن”، وفق ما نشرت وسائل إعلام أمريكية مؤخراً، ورصدها “المساء برس”.

تكرار رواية “دعم إيران المستمر للحوثيين”

تقول واشنطن بوست، “لسنوات، تحايلت إيران على حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة على اليمن، وأرسلت سراً أسلحة ومعدات من الموانئ الإيرانية إلى بحر العرب، أو براً من عمان. تعلم الحوثيون كيفية تعديل الأسلحة القديمة وتصنيع أسلحة جديدة، وأصبحوا أول مجموعة تستخدم الصواريخ الباليستية المضادة للسفن لضرب أهداف بحرية، وفقاً لكبار القادة العسكريين الأمريكيين”، وذلك يظهر التناقض الواضح في الرواية الأمريكية المتخبطة والتي تزعم تارة أن إيران تدعم اليمن بالسلاح وتارة أخرى تقول إن اليمنيين يستطيعون تطوير الأسلحة وإنتاج منظومات أسلحة جديدة بأنفسهم، وهي بذلك بقدر ما تحاول تخفيف وطأة الهزيمة على يد القوات اليمنية التي تطحنها الحرب منذ أكثر من ٩ سنوات بقدر ما يكشف تناقض الروايات الأمريكية كيف أن العالم أصبح يتابع باهتمام التصريحات العسكرية اليمنية الصادرة عن وزارة الدفاع بصنعاء أكثر من متابعة الرواية الأمريكية الصادرة عن البنتاغون والتي تحمل الكثير من المغالطات ولا تعترف بما تتعرض له البحرية الأمريكية من هجمات عنيفة سوى ما يتم تسريبه على لسان ضباط وجنرالات البحرية الأمريكية أثناء جلسات الاستماع لشهاداتهم وإحاطاتهم في الكونجرس أو ما يصرحون به للصحافة الأمريكية بين حين وآخر.

التهديدات المتزايدة للبحرية الأمريكية والغربية والسفن المحظورة