التحركاتُ التصعيدية الأمريكية.. تقويض لمساعي السلام في اليمن.. وصنعاء تتوعد بقطع أيادي الاحتلال.


عتمة برس
التحركاتُ التصعيدية الأمريكية.. تقويض لمساعي السلام في اليمن.. وصنعاء تتوعد بقطع أيادي الاحتلال.

ذمــار نـيـوز تقرير
13 مارس 2023مـ -21 شعبان  1444هـ

تقرير|| أمين النهمي

تواصل أمريكا تحركاتها الشيطانية الاستفزازية في المحافظات الجنوبية المحتلة والتهكم في انتهاك السيادة اليمنية تحت مبررات وذرائع وهمية وشعارات وأكاذيب مفضوحة لتنفيذ أهداف خبيثة وأجندات مشبوهة ومخططات إجرامية ومشاريع استعمارية لتثبيت التواجد والهيمنة في المحافظات المحتلة.

وتأتي زيارة الوفد العسكري الأمريكي لمحافظة المهرة في الوقت الذي كانت فيه المفاوضات التي تجري في مسقط قاب قوسين أو أدنى من البدء في تنفيذ الاستحقاقات الإنسانية المشروعة للشعب اليمني، الأمر الذي يؤكد مضي واشنطن في تنفيذ مخططها الاستعماري للسيطرة على المياه الإقليمية اليمنية واحتلال المحافظات الشرقية ونهب الثروات النفطية والغازية.

مبررات كاذبة

ولم تكن هذه الزيارة للقوات الأمريكية هي الأولى، فقد سبقتها عدد من الزيارات خلال العام الماضي إلى محافظات المهرة وحضرموت وشبوة وسقطرى وعدن، وانطوت هذه الزيارات على أهداف غير معلنة، فيما كان الذريعة هو أنها تأتي في إطار التعاون الأمني لمواجهة الإرهاب ومكافحة التهريب، وغير ذلك من العناوين الفضفاضة والمبررات الكاذبة، التي يتم الإعلان عنها لوسائل الإعلام.

انتهاكا للسيادة الوطنية

وكشف المركز الإعلامي للمحافظات الجنوبية في تقرير صادر عنه أنه تم رصد أكثر من 20 انتهاكاً أمريكياً للسيادة الوطنية في المحافظات المحتلة خلال الفترة يونيو 2022 - 8 مارس 2023، منها 12 تحركاً عسكرياً؛ تمثلت في زيارات وفود عسكرية وقوات أمريكية إلى محافظات حضرموت، المهرة وشبوة، وعدن بذرائع إنسانية، وأكثر من ثلاثة تحركات أمريكية في مديرية غيل باوزير ومناطق الشحر وفوة وبروم الساحلية في حضرموت، واستعراض لعناصر البحرية الأمريكية في شوارع الضبة والشحر خلال الربع الثالث من العام الماضي.

كما يكشف تواجد الأسطول الخامس الأمريكي في المهرة، عن حلقة جديدة من مسلسل الهيمنة الأمريكية في المحافظات المحتلة، وسقوط حقيقة مشروع العدوان الذي تم الإعلان عنه من واشنطن في مارس 2015م، تحت مزاعم الحفاظ على الشرعية المزعومة، أما الأهداف التي سعى لتحقيقها فليست سوى احتلال اليمن والسيطرة على ثرواته ومناطقه الحيوية.

ذرائع واهية

وقال عضو المكتب السياسي لأنصار الله سليم المغلس أن أمريكا التي تتواجد اليوم في المحافظات المحتلة اختلقت كذبة ضبط السلاح الإيراني كذريعة وخدعة توحي من خلالها لقوى التحالف وآل سعود أن وجودها لحمايتهم، مشيرا في تغريدة له على ” تويتر ” إلى أن أمريكا دائما تتواجد عسكرياً في أي بلد تحت ذرائع مختلفة تختلقها هي، مجملها حماية ذلك البلد من الأخطار سواء خطر من دولة عدوة أو من القاعدة.. الخ.

رعونة وعربدة أمريكية

ووصف عضو المكتب السياسي لأنصار الله، حزام الأسد، الوجود الأمريكي العسكري في اليمن بـ “الرعونة والعربدة”، مؤكداً أنها لن تجلب لهم سوى الهزيمة والخزي والنكال، داعياً في تدوينات على تويتر، أحرار المحافظات الشرقية والجنوبية إلى رص الصفوف، والاستعداد لمعركة ستكون جنباً إلى جنب مع أحرار البلد لطرد القوات الأمريكية.

لا قرار للمشاريع الاستعمارية في اليمن

وعلقّ عضو المكتب السياسي لأنصار الله، علي القحوم، على ظهور السفير الأمريكي وقائد الأسطول الخامس الأمريكي في محافظة المهرة، بأن ما وصفها بالمشاريع الأمريكية الاستعمارية في اليمن “لن يكون لها قرار ولا مكان”، متوعداً في تغريدة على تويتر، بقطع الأيادي الأمريكية وإرغامها على الخروج، وأن أحلام الأمريكيين والبريطانيين في اليمن ستتلاشى ومؤامراتهم سوف تنحصر، منبهاً إلى أن اليمنيين يعون خطورة التوجهات الأمريكية التي وصفها بـ”الشيطانية”، مؤكداً أن الشعب اليمني يمتلك كل عناصر القوة وسيفرض ما يريده بحكمة قيادته وتعاظم قدرته العسكرية، كما سيحمي سيادته واستقلاله وثرواته وعلى الأمريكي أن يفهم هذه الرسائل.

تقويض مساعي السلام

ويرى مراقبون، أن وصول قائد الأسطول الأمريكي الخامس، إلى محافظة المهرة واستعراض الخبراء وتجولهم في مدينة الغيضة بكل ثقة لاختيار أماكن ينشئون عليها قواعد عسكرية جديدة؛ ليس له أي تفسير ولا تبرير سوى أن امريكا مصرة على تثبيت تواجدها العسكري في الأراضي اليمنية، متسببةً بتعريض مساعي السلام بين صنعاء والرياض إلى التقويض أو الفشل، ولا يهمها أبداً ما سيترتب على ذلك من عواقب كارثية فيما يتعلق بالأمن القومي للسعودية، التي ستصبح منشآتها الحيوية في مرمى نيران قوات صنعاء، التي منحت قوى العدوان فرصة أخيرة وأكدت أنها لن تسمح ببقاء الوضع كما هو عليه في حالة اللاحرب واللاسلم، مؤكدين أن الولايات المتحدة لا تضع اعتباراً سوى لتنفيذ أجندة أطماعها، المتمثلة في تكثيف تواجدها العسكري في المهرة، على طريق الاستحواذ عليها

عتمة@press:
وإغلاقها كمنطقة عسكرية خاضعة لقواتها، وهو انتشار يفرض تموضعاً عسكرياً جديداً، ربما رأت فيه

واشنطن مساراً مجدياً لتعزيز التقدم في حروبها الاقتصادية مع دول العالم، من خلال هيمنة عسكرية تجبر الاقتصاد العالمي على الخضوع لقوتها وسطوتها.

صنعاء صاحبة الكلمة الفصل

ويشير المراقبون إلى أن تصاعد التحركات الأمريكية الأخيرة خصوصاً في المناطق الشرقية والجنوبية للبلاد إضافة إلى تعزيز انتشارها العسكري في الجزر والسواحل الاستراتيجية، تعكس عدة أسباب أبرزها المساعي الأمريكية الرامية للبحث عن وسائل وأساليب وحج جديدة لتثبيت تواجدها مستقبلاً في اليمن، وتأمين أطماعها بشكل مباشر والتي فشلت في تمريرها عبر غطاء تحالف العدوان، في وقت تدفع للسطو على ثروات البلاد واستمرار السيطرة على المنطقة الإستراتيجية التي تربط عبر مضيق باب المندب، غرب العالم بشرقه وشماله بجنوبه، لافتين إلى أن استمرار التصعيد الأمريكي قد يفضي إلى إستئناف للحرب، خاصةً في ظل استمرار قوى العدوان بالمماطلة في تنفيذ الإستحقاقات الإنسانية وتنصلها عن إلتزاماتها التي تضمنتها الهدن والطاولات الأممية السابقة، وستكون صنعاء فيها صاحبة الكلمة الفصل، والتي تقترب من كتابة نهاية التحالف الإجرامي وإنهاء كافة التواجد الأجنبي في اليمن وعلى رأسه الأمريكي والبريطاني، ووضع حداً للعبث والاستخفاف الأممي الغربي بحياة اليمنيين.

ختاما

فإن التحركاتُ التصعيدية العسكرية الأمريكية السعودية الأخيرة تبعثُ إشارات ومؤشراتٍ سلبيةً، لا توحي بالرغبة ولا الجدية في السلام، ولا هم يحزنون، ولا سلام والعدوُ يحتل أرضنا، وينهب خيرنا، ويصادرُ ثرواتنا ويحرمُنا من حقوقِنا، وينتهك سيادةَ بلدنا ووفودُه العسكرية الأمريكية السعودية تتنقل ووتجول بين القواعد و المحافظات المحتلة، كما لو أنها ولايات أمريكيةٌ، أو محافظات سعوديةٌ.

كما أن كل مبررات التواجد الأمريكي وأدواتها زائفةٌ، واهيةٌ، وغير مشروعة، وغير مقبولة فالخطر، هم، وهم صُنّاعُ الإرهاب، ولا قبول بوجودهم وبقائهم في بلد مستقل، وعلى كل أحرار الجنوب ومعهم قواتنا المسلحة أن يتصرفوا بما تقتضيه المرحلة، وما تقتضيه المرحلةُ تحدده القيادةُ، خياراً، وزماناً، ومكاناً، والهدفُ واضحٌ محدد، تحريرُ اليمن من الغزاة الطامعين والطغاة المجرمين والخونة المنافقين، والعاقبة للمتقين، "و على الله فليتوكل المؤمنون".

https://t.me/ottmahpress/15631