ألمانيا تستعدي اليمن: في البحر أيضاً... دفاعاً عن إسرائيل
بعد أسبوع واحد على بدء الاتحاد الأوروبي تنفيذ قراره العمل في البحر الأحمر، وافق البرلمان الألماني على مشاركة البحرية الألمانية في المهمة الأوروبية الخاصة، التي بدأت عملها في وقت تواجه فيه الإدارة الأميركية صعوبة في كيفية زيادة الضغط على حركة «أنصار الله»، مع ترسُّخ اعتقاد في البيت الأبيض بأن استخدام القوة وحده غير فعّال مع اليمن، وفق ما نقلت قناة «سي إن إن» عن مسؤولين أميركيين. وفي هذا السياق، يطرح مراقبون أسئلة من قبيل أنه إذا كانت واشنطن التي تنشر في البحر الأحمر والمنطقة الممتدة بين مضيقَي هرمز وباب المندب ما يقرب من 62 سفينة عسكرية، بما فيها حاملات طائرات، وأحدث المدمّرات والبوارج ذات الوظائف المختلفة، عاجزة عن تحقيق عبور السفن الإسرائيلية أو المرتبطة بها، فما هي الإضافة التي ستحققها فرقاطة ألمانية إلى جانب سفينتين فرنسية وإيطالية؟ الاتحاد الأوروبي، حرص منذ اتخاذ قرار إرسال سفنه العسكرية، على وصفها بالدفاعية، والتأكيد أنها لن تنخرط في استهداف اليمن، إلا أن بعض الخبراء الأوروبيين وضعوا المهمة في سياق تعزيز الاستراتيجية البحرية الطويلة الأمد للاتحاد الأوروبي. وإذ يبدو أن عقدة الذنب الألمانية من «المحرقة» النازية هي الدافع الرئيسيّ حول قرار برلين المشاركة في مهمة «أسبيدس» الأوروبية، فإن ألمانيا تدرك، كما الاتحاد الأوروبي، خطورة مشاركة السفن الثلاث في ما سُمّي عمليات دفاعية لتأمين السفن التجارية في البحر الأحمر. وهذا ما قالته رئيسة لجنة شؤون الدفاع في البرلمان الألماني (البوندستاغ) حين وصفت مشاركة بلادها في «أسبيدس» بأنها «نوع من التحدي»، واعترفت بصعوبة «المهمة الخطيرة، ولكن في الوقت ذاته، المهمة للغاية» لبلادها.
على أن المشاركة الألمانية ليست منعزلة بذاتها، بل تأتي في سياق ألماني عام للدفاع عن إسرائيل على الصعد كافةً. فقد انبرت برلين للدفاع عن إسرائيل في "محكمة العدل الدولية"، ووفّرت لها المبررات القضائية لتبرّئ نفسها من كلّ التهم الجنائية وجرائم الحرب التي تلاحقها في غزة، وظلّلتها بظلال دعمها السياسي والديبلوماسي. وبعد عملية «طوفان الأقصى»، حطّت طائرة المستشار الألماني، أولاف شولتس، في تل أبيب، ليصبح ثاني الزعماء الأوروبيين وصولاً، وكانت رسالته أن أمن إسرائيل «مصلحة وطنية عليا» لبرلين.
يذكر أن العديد من الشركات الأوروبية، ومنها شركات ألمانية، أوقفت عمليات الشحن بالحاويات عبر البحر الأحمر حتى إشعار آخر، لتسلك مساراً أطول حول أفريقيا. وجاء قرار التوقّف هذا، استجابة لضغوط أميركية بغية تحويل أزمة استهداف السفن الإسرائيلية إلى قضية دولية. وعلى إثر ذلك، بدأ قطاع الكيماويات في ألمانيا، وهو الأكبر في أوروبا، يتأثر بوطأة تأخر الشحنات ليصبح أحدث صناعة تدقّ ناقوس خطر اضطراب الإمدادات، والذي أجبر بعض الشركات على كبح الإنتاج. ويعتمد القطاع المذكور، وهو ثالث أكبر صناعة في البلاد بعد السيارات والهندسة، بمبيعات سنوية تبلغ نحو 260 مليار يورو، على آسيا في نحو ثلث وارداته من خارج أوروبا.
وسبقت مناقشة قرار المشاركة الألمانية في البرلمان، حملات دعائية روّجت لأهمية الحضور العسكري لبرلين في البحر الأحمر، بذريعة حماية الأمن البحري وأهميته للاقتصاد الألماني. وفي هذا السياق، طالبت «رابطة شركات الملاحة الألمانية» بتشكيل تحالف عسكري دولي لحماية النقل البحري المدني في البحر الأحمر، وذلك بعد هجوم يمني على سفينة حاويات تابعة لشركة «هاباغ - لويد» الألمانية، وهي في طريقها إلى الموانئ الإسرائيلية قبل نهاية العام الماضي. يذكر أن الفرقاطة الألمانية «هيسن» التي تشارك في المهمة الأوروبية، يبلغ طولها 143 متراً ومجهّزة بصواريخ مضادة للطائرات. وبحسب الجيش الألماني، يمكن للفرقاطة مراقبة مجال جوي بحجم بحر الشمال بأكمله، من خلال استخدام رادارها الخاص. ومن ثمّ يمكن لصواريخها المضادة للطائرات أن يصل مداها إلى أكثر من 160 كيلومتراً. ويصف قائد البحرية الألمانية، نائب الأميرال يان كريستيان كاك، مهمة الفرقاطة بأنها «الالتزام الأكثر جدية لوحدة تابعة للبحرية الألمانية منذ عقود عدة»، علماً أنّ من المقرّر أن تنتهي مهمتها في نيسان المقبل.
غير أن تحدّيات كبيرة ستواجه بعثة «أسبيدس»، إذ سيتعيّن على المشاركين التواصل مع فرقتين بحريتين أوروبيتين أخريين في المنطقة («أتالانتا» و«أجينور»)، بالإضافة إلى التحالفات التي تقودها الولايات المتحدة. كما طرح المراقبون سؤالاً مركزياً حول ما إن كانت الفرقاطة الألمانية ستتحرك للدفاع عن السفن الإسرائيلية والأميركية والبريطانية؟ وهل ستندمج في خطط دفاعية مشتركة مع هذه الدول، أم أنها ستعمل بشكل مستقل عن التحالفات المعادية لليمن؟
بعد أسبوع واحد على بدء الاتحاد الأوروبي تنفيذ قراره العمل في البحر الأحمر، وافق البرلمان الألماني على مشاركة البحرية الألمانية في المهمة الأوروبية الخاصة، التي بدأت عملها في وقت تواجه فيه الإدارة الأميركية صعوبة في كيفية زيادة الضغط على حركة «أنصار الله»، مع ترسُّخ اعتقاد في البيت الأبيض بأن استخدام القوة وحده غير فعّال مع اليمن، وفق ما نقلت قناة «سي إن إن» عن مسؤولين أميركيين. وفي هذا السياق، يطرح مراقبون أسئلة من قبيل أنه إذا كانت واشنطن التي تنشر في البحر الأحمر والمنطقة الممتدة بين مضيقَي هرمز وباب المندب ما يقرب من 62 سفينة عسكرية، بما فيها حاملات طائرات، وأحدث المدمّرات والبوارج ذات الوظائف المختلفة، عاجزة عن تحقيق عبور السفن الإسرائيلية أو المرتبطة بها، فما هي الإضافة التي ستحققها فرقاطة ألمانية إلى جانب سفينتين فرنسية وإيطالية؟ الاتحاد الأوروبي، حرص منذ اتخاذ قرار إرسال سفنه العسكرية، على وصفها بالدفاعية، والتأكيد أنها لن تنخرط في استهداف اليمن، إلا أن بعض الخبراء الأوروبيين وضعوا المهمة في سياق تعزيز الاستراتيجية البحرية الطويلة الأمد للاتحاد الأوروبي. وإذ يبدو أن عقدة الذنب الألمانية من «المحرقة» النازية هي الدافع الرئيسيّ حول قرار برلين المشاركة في مهمة «أسبيدس» الأوروبية، فإن ألمانيا تدرك، كما الاتحاد الأوروبي، خطورة مشاركة السفن الثلاث في ما سُمّي عمليات دفاعية لتأمين السفن التجارية في البحر الأحمر. وهذا ما قالته رئيسة لجنة شؤون الدفاع في البرلمان الألماني (البوندستاغ) حين وصفت مشاركة بلادها في «أسبيدس» بأنها «نوع من التحدي»، واعترفت بصعوبة «المهمة الخطيرة، ولكن في الوقت ذاته، المهمة للغاية» لبلادها.
على أن المشاركة الألمانية ليست منعزلة بذاتها، بل تأتي في سياق ألماني عام للدفاع عن إسرائيل على الصعد كافةً. فقد انبرت برلين للدفاع عن إسرائيل في "محكمة العدل الدولية"، ووفّرت لها المبررات القضائية لتبرّئ نفسها من كلّ التهم الجنائية وجرائم الحرب التي تلاحقها في غزة، وظلّلتها بظلال دعمها السياسي والديبلوماسي. وبعد عملية «طوفان الأقصى»، حطّت طائرة المستشار الألماني، أولاف شولتس، في تل أبيب، ليصبح ثاني الزعماء الأوروبيين وصولاً، وكانت رسالته أن أمن إسرائيل «مصلحة وطنية عليا» لبرلين.
يذكر أن العديد من الشركات الأوروبية، ومنها شركات ألمانية، أوقفت عمليات الشحن بالحاويات عبر البحر الأحمر حتى إشعار آخر، لتسلك مساراً أطول حول أفريقيا. وجاء قرار التوقّف هذا، استجابة لضغوط أميركية بغية تحويل أزمة استهداف السفن الإسرائيلية إلى قضية دولية. وعلى إثر ذلك، بدأ قطاع الكيماويات في ألمانيا، وهو الأكبر في أوروبا، يتأثر بوطأة تأخر الشحنات ليصبح أحدث صناعة تدقّ ناقوس خطر اضطراب الإمدادات، والذي أجبر بعض الشركات على كبح الإنتاج. ويعتمد القطاع المذكور، وهو ثالث أكبر صناعة في البلاد بعد السيارات والهندسة، بمبيعات سنوية تبلغ نحو 260 مليار يورو، على آسيا في نحو ثلث وارداته من خارج أوروبا.
قطاع الكيماويات في ألمانيا، وهو الأكبر في أوروبا، يتأثر بوطأة تأخر الشحنات
وسبقت مناقشة قرار المشاركة الألمانية في البرلمان، حملات دعائية روّجت لأهمية الحضور العسكري لبرلين في البحر الأحمر، بذريعة حماية الأمن البحري وأهميته للاقتصاد الألماني. وفي هذا السياق، طالبت «رابطة شركات الملاحة الألمانية» بتشكيل تحالف عسكري دولي لحماية النقل البحري المدني في البحر الأحمر، وذلك بعد هجوم يمني على سفينة حاويات تابعة لشركة «هاباغ - لويد» الألمانية، وهي في طريقها إلى الموانئ الإسرائيلية قبل نهاية العام الماضي. يذكر أن الفرقاطة الألمانية «هيسن» التي تشارك في المهمة الأوروبية، يبلغ طولها 143 متراً ومجهّزة بصواريخ مضادة للطائرات. وبحسب الجيش الألماني، يمكن للفرقاطة مراقبة مجال جوي بحجم بحر الشمال بأكمله، من خلال استخدام رادارها الخاص. ومن ثمّ يمكن لصواريخها المضادة للطائرات أن يصل مداها إلى أكثر من 160 كيلومتراً. ويصف قائد البحرية الألمانية، نائب الأميرال يان كريستيان كاك، مهمة الفرقاطة بأنها «الالتزام الأكثر جدية لوحدة تابعة للبحرية الألمانية منذ عقود عدة»، علماً أنّ من المقرّر أن تنتهي مهمتها في نيسان المقبل.
غير أن تحدّيات كبيرة ستواجه بعثة «أسبيدس»، إذ سيتعيّن على المشاركين التواصل مع فرقتين بحريتين أوروبيتين أخريين في المنطقة («أتالانتا» و«أجينور»)، بالإضافة إلى التحالفات التي تقودها الولايات المتحدة. كما طرح المراقبون سؤالاً مركزياً حول ما إن كانت الفرقاطة الألمانية ستتحرك للدفاع عن السفن الإسرائيلية والأميركية والبريطانية؟ وهل ستندمج في خطط دفاعية مشتركة مع هذه الدول، أم أنها ستعمل بشكل مستقل عن التحالفات المعادية لليمن؟