خبراء غربيون: خيارات صنعاء هي الرابحة وبإمكانها إعادة صياغة المواجهة لتسوية حسابات قديمة مع واشنطن

خبراء غربيون: خيارات صنعاء هي الرابحة وبإمكانها إعادة صياغة المواجهة لتسوية حسابات قديمة مع واشنطن


لاتزال اليمن هي المتصدرة عناوين وسائل الإعلام الغربية، وأطروحات المحللين السياسيين والعسكريين والاقتصاديين، خصوصاً مع استمرار القوات المسلحة اليمنية في فرض الحاصر البحري على كيان الاحتلال الصهيوني، وتشبثها بنصرة الشعب الفلسطيني حتى إيقاف العدوان الصهيوني ورفع الحصار عن قطاع غزة.
في هذا الصدد، وبينما يتناقل الإعلام الغربي منذ يومين معلومات عن اعتكاف الجيش الأمريكي لتنفيذ ضربات ضد "الحوثيين" في اليمن، أكد خبير فرنسي أن الإدارة الأمريكية تواجه "معضلة كبيرة" في الرد على اليمن.
ونقلت صحيفة "لوتان" السويسرية الصادرة باللغة الفرنسية، عن عالم الأنثروبولوجيا المتخصص في اليمن، ومدير الأبحاث في المركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية فرانك ميرمييه القول إن "دخول الحوثيين المدوي على الساحة، جاء في سياق دعم القضية الفلسطينية، وهو ما جعل عملهم يحظى بدعم واسع في اليمن حتى في خارج مناطق سيطرتهم، وبالتقدير في العالم العربي الذي يدعم الفلسطينيين"، مشيراً إلى أن ذلك "قد يعطيهم قدرا من النفوذ الإقليمي، خاصة أن مشاركتهم كانت فعالة إلى حد ما، بحيث أثرت على إمدادات الموانئ الإسرائيلية بشكل مباشر".
وأوضح الخبير الفرنسي أن التحالف البحري الذي أنشأته الولايات المتحدة لحماية السفن الصهيونية في البحر الأحمر، يواجه "معضلة كبيرة لأن تدخله عسكريا في القواعد التي يوجد فيها الحوثيون قد يؤدي إلى تسريع انعدام الأمن في البحر الأحمر وبالتالي تفاقم المشكلة، أما إذا لم يفعلوا شيئا، فستتعرض التجارة البحرية لمزيد من العوائق، وربما تقرر إسرائيل التدخل بشكل مباشر".
ولفت إلى أن "رهان الحوثيين هو الفائز حالياً"، لكنه يرى أنه "من الصعب الحكم على مقدار العقلانية في قرارهم، لأنهم ذهبوا بعيدا في اللعبة"، في إشارة منه إلى الإجراءات التي بإمكان واشنطن استخدامها ضد صنعاء، ومنها "انهيار المفاوضات مع السعودية وإطباق الحصار على ميناء الحديدة ومطار صنعاء" وغير ذلك من الإجراءات العقابية التي تستهدف ملايين اليمنيين.

خطأ فادح
من جهتها قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إن أي استهداف لليمن من شأنه أن يخاطر بقلب وقف إطلاق النار الهش رأسًا على عقب، وتأجيج "الصراع" بشكل أكبر في الشرق الأوسط.
وأوضحت الصحيفة، في تقرير لها أمس، أن هجمات من سمتهم "الحوثيين" وصلت إلى مستوى عال من الغليان، مستدركة: إلا أن الرد العسكري بقيادة الولايات المتحدة سيكون خطأ فادحًا.
وتطرقت الصحيفة إلى الهجوم والاشتباك المباشر للمرة الأولى بين القوات الأميركية وقوات البحرية اليمنية والذي أدى إلى استشهاد 10 من منتسبي البحرية اليمنية، موضحة أن المسؤولين الأميركيين والبريطانيين هددوا على إثر الحادثة بأنهم يفكرون بشن غارات جوية على أهداف تابعة لـ"الحوثيين" في اليمن لمنع المزيد من الهجمات.
وقالت: "إن الرد العسكري الذي تقوده أمريكا وبريطانيا على هجمات البحر الأحمر يهدد بتفاقم الوضع على نطاق أوسع، ومن غير المرجح أن يجبر اليمنيين على تغيير تكتيكاتهم"، موضحة أن التحالف الأمريكي يخاطر من خلال مهاجمة اليمن أيضًا بعملية وقف إطلاق النار الهشة بين "الحوثيين" والسعودية.
واعتبرت أنه في حال هاجمت أمريكا "الحوثيين"، فيمكن للأخيرين إعادة صياغة المواجهة كوسيلة لتسوية حسابات قديمة مع واشنطن، التي قدمت أسلحة بمليارات الدولارات وتدريبات ومساعدات استخباراتية لحلفائها في السعودية والإمارات خلال الحرب على اليمن.
وإذا هاجم التحالف الذي تقوده أمريكا "الحوثيين" في الأسابيع المقبلة، فسوف يكونون حريصين على تذكير العالم بأن واشنطن وحلفاءها ساعدوا في إثارة أزمة إنسانية استمرت لسنوات في اليمن، إضافة إلى أن أمريكا تخاطر بذلك بإشعال حريق أوسع نطاقًا من شأنه أن يؤدي إلى المزيد من البؤس في الشرق الأوسط، وفقاً للصحيفة البريطانية.

تعليق رحلات وزيادة في أجور الشحن
في غضون ذلك، قررت شركة "كوسكو" الصينية تعليق رحلاتها إلى موانئ الكيان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بسبب هجمات اليمنيين على السفن المرتبطة بالاحتلال أو المتجهة إليها جنوبي البحر الأحمر.
أكدت ذلك، وسائل إعلام عبرية، أمس، بينها صحيفة "يديعوت أحرونوت"، وموقع "غلوبس" المختص بالاقتصاد "الإسرائيلي"، نقلا عن مصادر ملاحية صهيونية.
وذكر غلوبس، أن "كوسكو" وهي رابع أكبر خط ملاحي للحاويات في العالم، وتسهم بحوالي 11% من التجارة العالمية، قررت تعليق رحلاتها إلى "إسرائيل". مشيراً إلى أن الشركة الصينية ليست "مهددة كثيرا في البحر الأحمر لمجرد أنها صينية.. وبسبب علاقات الصين مع إيران الداعمة للحوثيين في اليمن".

https://t.me/ottmahpress/22751