عملية “الوعد الصادق”: إيران تثبت قواعد اشتباك جديدة في ميدان الصراع مع العدو
| تقاريــر |
15 أبريل 2024مـ –
| تقاريــر |
15 أبريل 2024مـ –
6 شوال 1445هـ
لم تكن الجمهورية الإسلامية في إيران غائبة عن ميدان الصراع مع العدو الإسرائيلي قبل الهجوم الصاروخي والجوي التاريخي الذي شنته على الأراضي المحتلة فجر يوم الأحد الماضي رداً على جريمة استهداف العدو للقنصلية الإيرانية في سوريا.
وخلال السنوات الماضية كانت الدولة الأكثر حضوراً في هذا الميدان بدعمها وإسنادها الكبير والمستمر للمقاومة في فلسطين ولبنان والمنطقة، وقطع الطريق أمام مشاريع العدو ورعاته الأمريكيين لتحويل المنطقة بأكملها إلى معسكر صهيوني، لكن هجوم الرابع عشر من أبريل، ربما يكون نقطة التحول الاستراتيجية الأكبر في تأريخ الحضور الإيراني في ميدان هذا الصراع، كما أنه محطة مفصلية مهمة في مسار الصراع بأكمله، فهو الهجوم المباشر الأول الذي تشنه الجمهورية الإسلامية على العدو الصهيوني، وقد شنته باحترافية عسكرية وسياسية فائقة، وفي مرحلة بالغة الأهمية، لتؤسس به قواعد اشتباك إقليمية جديدة لا يستطيع العدو فعل أي شيء أمامها؛ لأنها تستند إلى مكاسب ثابتة راكمتها جبهة محور المقاومة على امتداد عشرات السنين، الأمر الذي يجعله أكثر بكثير من مجرد رد عادي أو حدث عابر، وهذا ما يعترف به العدو نفسه.
الهجوم الذي أعلن الحرس الثوري تنفيذه تحت اسم عملية “الوعد الصادق” جاء بعد تأكيدات واضحة من قبل قيادة الجمهورية الإسلامية في إيران على أن الكيان الصهيوني سينال عقاباً مؤلماً على جريمة استهداف القنصلية الإيرانية بدمشق قبل أسابيع، وبالتالي فقد مثل تنفيذ الهجوم بحد ذاته ومنذ إطلاق أول صاروخ وطائرة مسيرة، تدشيناً لمعادلة جديدة تتجاوز التعقيدات التي كانت مفروضة على الحضور الإيراني في الصراع مع العدو الصهيوني، فالهجوم أنهى مرحلة الصبر الاستراتيجي فيما يتعلق بالرد على اعتداءات الصهاينة، ومنذ الآن أصبح على العدو أن يفكر بالضربات المباشرة التي ستوجهها له الجمهورية الإسلامية قبل أن يقدم على أي اعتداء حتى وإن كان خارج حدودها الجغرافية التقليدية، وقد أشارت وسائل إعلام عبرية إلى ذلك بوضوح قائلة إنه: “من الآن وصاعداً فإن أي اصطدام مع إيران يمكن أن يؤدي إلى صواريخ وطائرات مسيرة تستهدف إسرائيل”، وهو أمر غير عادي أبداً، فالعدو لا يفتقر إلى مصادر نيران إقليمية إضافية تستهدفه، ناهيك عن إيران هي قوة إقليمية ودولية كبرى ولا تخفي أبداً مشروعها الذي من أبرز عناوينه إزالة “إسرائيل” من الخريطة، فأي اشتباك معها هو تهديد على المستوى الوجودي للكيان الصهيوني.
وبالرغم من أن الكيان الصهيوني قد حاول استباق الهجوم بإعداد غير مسبوق، استنفر فيه حلفاءه وأصدقاءه الدوليين والإقليميين بدءاً بالولايات المتحدة وانتهاء بدول عربية منها الأردن والسعودية، لحشد كل الطاقات والإمكانات الدفاعية المتطورة، لتوفير قبة أمان للتصدي لضربات كان يعتقد أنها لن تستهدف سوى مواقع محدودة داخل الأراضي المحتلة، فإن ذلك الإعداد تحول في النهاية إلى معطى من معطيات الصفعة التأريخية التي تلقاها العدو، فقد استطاعت الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية الوصول إلى كيان العدو بأعداد كبيرة وغطت معظم جغرافيا الأراضي المحتلة من الجولان إلى بئر السبع، وحققت إصابات دقيقة للغاية في العديد من القواعد العسكرية، وقد تم توثيق ذلك بالصوت والصورة بمئات المقاطع الحية.
وقد أقر جيش العدو الصهيوني نفسه ومسؤولون أمريكيون بأن عدداً من القواعد العسكرية الصهيونية أصيبت بشكل مباشر بالصواريخ الإيرانية.
لقد أثبت ذلك أن أي اشتباك مستمر يسعى له الكيان الصهيوني مع الجمهورية الإسلامية سيكون بمثابة كارثة وجودية عليه، فبحسب تقديرات الخبراء العسكريين فإن الأسلحة التي استخدمها الحرس الثوري في الهجوم لم تكن هي الأكثر تطوراً في الترسانة الإيرانية، ولم تتضمن على الأرجح صواريخ فرط صوتية أو طائرات مزودة بقنابل ذكية وليزلرية، كما أن طهران أعلنت بوضوح أنها الهجوم لن يكون واسعاً، وسيراعي اعتبارات عدم إشعال تصعيد كبير في المنطقة، وبرغم ذلك فقد استطاعت تلك الأسلحة في عملية واحدة وبرغم الإجراءات الوقائية للعدو أن تحقق اختراقاً هائلاً ليس فقط في منظومته الدفاعية هو، بل في القبة الإقليمية والدولية التي صنعها حلفاؤه بمنظومات الرصد والتعقب والصواريخ الدفاعية بعيدة المدى والطائرات المقاتلة التي انتشرت على مساحة واسعة في المنطقة، علماً بأن تكرار مثل هذه الإجراءات الوقائية مرة أخرى سيكون صعباً للغاية، وحتى إن حدث، فإن تكراره مرة ثالثة ورابعة سيكون مستحيلاً، وحتى قبل أن يصبح العدو مكشوفاً بشكل كامل، ستكون الضربات الإيرانية القادمة قد حققت أصلاً أضراراً كبيرة للغاية بالنظر إلى ما حدث فجر الأحد الماضي.
وقد حرصت إيران على توضيح ذلك في تصريحاتها عقب عملية الرد حيث أكدت أن توجه العدو الصهيوني نحو ارتكاب أي حماقة أخرى…
لم تكن الجمهورية الإسلامية في إيران غائبة عن ميدان الصراع مع العدو الإسرائيلي قبل الهجوم الصاروخي والجوي التاريخي الذي شنته على الأراضي المحتلة فجر يوم الأحد الماضي رداً على جريمة استهداف العدو للقنصلية الإيرانية في سوريا.
وخلال السنوات الماضية كانت الدولة الأكثر حضوراً في هذا الميدان بدعمها وإسنادها الكبير والمستمر للمقاومة في فلسطين ولبنان والمنطقة، وقطع الطريق أمام مشاريع العدو ورعاته الأمريكيين لتحويل المنطقة بأكملها إلى معسكر صهيوني، لكن هجوم الرابع عشر من أبريل، ربما يكون نقطة التحول الاستراتيجية الأكبر في تأريخ الحضور الإيراني في ميدان هذا الصراع، كما أنه محطة مفصلية مهمة في مسار الصراع بأكمله، فهو الهجوم المباشر الأول الذي تشنه الجمهورية الإسلامية على العدو الصهيوني، وقد شنته باحترافية عسكرية وسياسية فائقة، وفي مرحلة بالغة الأهمية، لتؤسس به قواعد اشتباك إقليمية جديدة لا يستطيع العدو فعل أي شيء أمامها؛ لأنها تستند إلى مكاسب ثابتة راكمتها جبهة محور المقاومة على امتداد عشرات السنين، الأمر الذي يجعله أكثر بكثير من مجرد رد عادي أو حدث عابر، وهذا ما يعترف به العدو نفسه.
الهجوم الذي أعلن الحرس الثوري تنفيذه تحت اسم عملية “الوعد الصادق” جاء بعد تأكيدات واضحة من قبل قيادة الجمهورية الإسلامية في إيران على أن الكيان الصهيوني سينال عقاباً مؤلماً على جريمة استهداف القنصلية الإيرانية بدمشق قبل أسابيع، وبالتالي فقد مثل تنفيذ الهجوم بحد ذاته ومنذ إطلاق أول صاروخ وطائرة مسيرة، تدشيناً لمعادلة جديدة تتجاوز التعقيدات التي كانت مفروضة على الحضور الإيراني في الصراع مع العدو الصهيوني، فالهجوم أنهى مرحلة الصبر الاستراتيجي فيما يتعلق بالرد على اعتداءات الصهاينة، ومنذ الآن أصبح على العدو أن يفكر بالضربات المباشرة التي ستوجهها له الجمهورية الإسلامية قبل أن يقدم على أي اعتداء حتى وإن كان خارج حدودها الجغرافية التقليدية، وقد أشارت وسائل إعلام عبرية إلى ذلك بوضوح قائلة إنه: “من الآن وصاعداً فإن أي اصطدام مع إيران يمكن أن يؤدي إلى صواريخ وطائرات مسيرة تستهدف إسرائيل”، وهو أمر غير عادي أبداً، فالعدو لا يفتقر إلى مصادر نيران إقليمية إضافية تستهدفه، ناهيك عن إيران هي قوة إقليمية ودولية كبرى ولا تخفي أبداً مشروعها الذي من أبرز عناوينه إزالة “إسرائيل” من الخريطة، فأي اشتباك معها هو تهديد على المستوى الوجودي للكيان الصهيوني.
وبالرغم من أن الكيان الصهيوني قد حاول استباق الهجوم بإعداد غير مسبوق، استنفر فيه حلفاءه وأصدقاءه الدوليين والإقليميين بدءاً بالولايات المتحدة وانتهاء بدول عربية منها الأردن والسعودية، لحشد كل الطاقات والإمكانات الدفاعية المتطورة، لتوفير قبة أمان للتصدي لضربات كان يعتقد أنها لن تستهدف سوى مواقع محدودة داخل الأراضي المحتلة، فإن ذلك الإعداد تحول في النهاية إلى معطى من معطيات الصفعة التأريخية التي تلقاها العدو، فقد استطاعت الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية الوصول إلى كيان العدو بأعداد كبيرة وغطت معظم جغرافيا الأراضي المحتلة من الجولان إلى بئر السبع، وحققت إصابات دقيقة للغاية في العديد من القواعد العسكرية، وقد تم توثيق ذلك بالصوت والصورة بمئات المقاطع الحية.
وقد أقر جيش العدو الصهيوني نفسه ومسؤولون أمريكيون بأن عدداً من القواعد العسكرية الصهيونية أصيبت بشكل مباشر بالصواريخ الإيرانية.
لقد أثبت ذلك أن أي اشتباك مستمر يسعى له الكيان الصهيوني مع الجمهورية الإسلامية سيكون بمثابة كارثة وجودية عليه، فبحسب تقديرات الخبراء العسكريين فإن الأسلحة التي استخدمها الحرس الثوري في الهجوم لم تكن هي الأكثر تطوراً في الترسانة الإيرانية، ولم تتضمن على الأرجح صواريخ فرط صوتية أو طائرات مزودة بقنابل ذكية وليزلرية، كما أن طهران أعلنت بوضوح أنها الهجوم لن يكون واسعاً، وسيراعي اعتبارات عدم إشعال تصعيد كبير في المنطقة، وبرغم ذلك فقد استطاعت تلك الأسلحة في عملية واحدة وبرغم الإجراءات الوقائية للعدو أن تحقق اختراقاً هائلاً ليس فقط في منظومته الدفاعية هو، بل في القبة الإقليمية والدولية التي صنعها حلفاؤه بمنظومات الرصد والتعقب والصواريخ الدفاعية بعيدة المدى والطائرات المقاتلة التي انتشرت على مساحة واسعة في المنطقة، علماً بأن تكرار مثل هذه الإجراءات الوقائية مرة أخرى سيكون صعباً للغاية، وحتى إن حدث، فإن تكراره مرة ثالثة ورابعة سيكون مستحيلاً، وحتى قبل أن يصبح العدو مكشوفاً بشكل كامل، ستكون الضربات الإيرانية القادمة قد حققت أصلاً أضراراً كبيرة للغاية بالنظر إلى ما حدث فجر الأحد الماضي.
وقد حرصت إيران على توضيح ذلك في تصريحاتها عقب عملية الرد حيث أكدت أن توجه العدو الصهيوني نحو ارتكاب أي حماقة أخرى…