بيان مجلس الأمن بشأن اليمن.. الوجه الآخر لهيمنة أمريكا

بيان مجلس الأمن بشأن اليمن.. الوجه الآخر لهيمنة أمريكا


24 مارس 2024مـ –
14 رمضان 1445هـ

تقرير || محمد الكامل

يواصل مجلس الأمن الدولي الانسياق الأعمى خلف التوجيهات الأمريكية لا سيما فيما يتعلق بالأحداث باليمن.

ومؤخراً صدر عن المجلس بيان يدين عمليات القوات المسلحة اليمنية المساندة لغزة في البحرين الأحمر والعربي، في موقف جديد اعتبره المراقبون انحيازاً واضحاً للعدو الإسرائيلي الذي يرتكب جرائم حرب إبادة جماعية في قطاع غزة، ويعكس ما وصل إليه المجلس من ارتهان خطير للرغبة الأمريكية الإجرامية.

لكن اليمن التي اعتادت هذه البيانات من هذا المجلس، لم تعر اهتماماً له، بل واصلت عملياتها العسكرية، ملتزمة بواجبها الديني والأخلاقي الذي يحتم عليها الوقوف إلى جانب إخواننا الفلسطينيين في قطاع غزة.

وتصاعدت العمليات العسكرية اليمنية بشكل أكبر من السابق، بقرار القيادة الثورية والعسكرية توسيع رقعة المواجهة عبر قرار منع ملاحة السفن الأمريكية والبريطانية، وكذلك السفن الإسرائيلية أو المرتبطة بها في المحيط الهندي وشمال أفريقيا وحتى طريق الرجاء الصالح، الطريق البديلة التي لجأ لها العدو بعد منع الملاحة الصهيونية في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن إسنادا لقطاع غزة.

أما في الجانب الدبلوماسي والسياسي فقد أكدت وزارة الخارجية اليمنية عبر بيان لها، أن موقف مجلس الأمن، ينتهك كل القوانين والشرائع والأخلاق والقيم الإنسانية المشتركة ويضع المهمة التي أنشئ من أجلها المجلس في مهب الريح.

وفي السياق أوضح عضو الوفد الوطني التفاوضي عبد الملك العجري أن بيان مجلس الأمن الأخير حول عمليات الجيش اليمني ضد السفن المتجهة لإسرائيل لا قيمة له ولا أخلاقية له ولا سياسية.

وقال في تغريدة له على منصة إكس: ” إن المجلس الذي عجز عن وقف الإبادة في غزة وعن فرض القانون الدولي على إسرائيل لا يحق له أن يطالب الآخرين باحترام القانون الدولي”، مؤكداً أنه عندما يعمل القانون الدولي في غزة سيعمل في غيرها”.

تحريف وتزييف الحقائق

ما جاء في بيان مجلس الأمن بشأن العمليات اليمنية في البحر الأحمر والعربي ليس جديداً، ولا غريباً، فكل بياناته وقراراته متشابهة، وصادرة في اتجاه واحد، مما يوضح أن هذا المجلس ليس أكثر من مؤسسة صهيونية يتحكم فيها اللوبي الصهيوني، والذي يصر على مواصلة حرب الإبادة في غزة، وكذلك تشويه حقيقة العمليات العسكرية اليمنية في البحرين الأحمر والعربي وفصلها عما يحدث في غزة، عبر وصفها بالعمليات العبثية والقرصنة البحرية.

وفي هذا الشأن يرى مستشار رئيس المجلس السياسي الأعلى سعادة السفير عبد الإله حجر أن بيان مجلس الأمن وإدانته العمليات العسكرية اليمنية المساندة لقطاع غزة لا يختلف كثيراً عن البيانات الصادرة عن هذا المجلس من منذ بداية طوفان الأقصى، وبداية عمليات الإبادة الجماعية التي يقوم بها الكيان الصهيوني بدعم من أمريكا وبريطانيا ودول أخرى.

ويضيف السفير حجر في تصريح خاص “للمسيرة” إنما هناك بعض النقاط الهامة في هذا البيان، والتي تحتاج إلى تسليط الضوء عليها، فهذا البيان لم يشر في فقراته العديدة إلى ما يحدث في فلسطين، وكأن فلسطين ليست متواجدة على الخارطة، وأن الشعب الفلسطيني لا يستحق الحياة، ويستحق ما يقوم به الكيان الصهيوني من ابادة جماعية.

ويتابع حديثه، مكتفياً ” البيان” وعلى استحياء بالإشارة إلى ضرورة معالجة جذور هذه الأزمة، متجاهلاً ما يحدث في غزة، وإصرار هذا البيان على أن ما تقوم به القوات المسلحة اليمنية عمليات عسكرية في البحر الأحمر، هي عمليات عبثية وقرصنة ليس لها أي مبرر، موضحاً أنها مغالطة تتحمل مسؤوليتها جميع الدول الأعضاء في مجلس الأمن سواء الدائمة أو غير الدائمة.

ويقول إن هذا البيان أشار إلى دعم حكومة الفنادق والتي يسميها “شرعية” للتصدي للعمليات العسكرية اليمنية في البحر الأحمر، داعياً الدول الداعمة لهذه الحكومة الفاشلة والعميلة إلى تشجيعها ومساندتها، بعد فشل أساطيل الدولتين الدائمة العضوية في مجلس الأمن أمريكا وبريطانيا في وقف هذا العمليات الكبرى رغم عدوانهم على اليمن.

ويضيف حجر: “وتضمن البيان الحديث عن غرق السفينة روبيما، وحرق سفينة، وكذلك إصابة سفينة ومقتل اثنين من البحارة الفلبينيين واصابات أخرين وكأن هؤلاء البحارين دماءهم أغلى من دماء عشرات الالاف من الفلسطينيين الذين يقتلون ويجرحون ويفرض عليهم حصاراً شاملاً حد الموت جوعاً”.

ويؤكد أن هذه فضيحة كبيرة لمجلس الأمن، ولكل دولة تشارك هذا المجلس في قراراته أو بياناته، موضحاً أن البيان يظهر مدى العزم والإصرار من قبل محور الشر الذي تقوده أمريكا والاستمرار في تصفية الشعب الفلسطيني وارتكاب العديد من عمليات الإبادة الجماعية والاستمرار في عسكرة البحر الأحمر والبحر العربي.

ويؤكد كذلك أن ذلك سيؤدي إلى تصعيد غير مسبق، وآثار كارثية على العالم بأكمله، معتبراً ما يحدث في البحر…