​تسليم الأسير فيصل رجب لقبائل أبين وشبوة والبيضاء


​تسليم الأسير فيصل رجب لقبائل أبين وشبوة والبيضاء

جرى اليوم في جامع الشعب بالعاصمة صنعاء، تسليم الأسير اللواء فيصل رجب لمشايخ قبائل محافظات أبين وشبوة والبيضاء الذين اصطفوا لاستقباله.

وخلال الاستقبال والمؤتمر الصحفي الذي عُقد بالمناسبة، أوضح عضو المجلس السياسي الأعلى أحمد غالب الرهوي، أن قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، جبر خواطر أبناء محافظة أبين الذين سيعودون ومعهم اللواء فيصل رجب.

واعتبر ذلك إكراماً من قائد الثورة لقبائل أبين واعتزازاً وافتخاراً بحضورهم إلى العاصمة صنعاء، داعياً كافة القبائل إلى حذو مشايخ أبين في ردم الفجوة والتئام الجراح ووقف شلال الدماء في المحافظات الجنوبية.

وجدد الرهوي ترحيبه بقبائل وأبناء محافظات أبين وشبوة والبيضاء في العاصمة صنعاء عاصمة كل اليمنيين، عاصمة الصمود والثبات.

بدوره أشار رئيس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور إلى أن توجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، بالإفراج عن القائد العسكري فيصل رجب ، جاءت تلبية لمطلب أبناء اليمن عموماً وبالذات أبناء محافظة أبين الذين حضروا إلى صنعاء .

وأوضح أن القرار له أكثر من معنى ومدلول أهمهما أن القيادة بصنعاء ليست بصدد الانتقام من جهة من الجهات وبأنها لا تتحرك وفق مفهوم رد الفعل ضد هذا أو ضد ذاك.

ولفت رئيس الوزراء إلى أن فيصل رجب قائد عسكري معروف ولم يشترك في الحرب على الإطلاق، مبيناً أنه ألقي القبض عليه مع زميليه محمود الصبيحي وناصر منصور هادي قبيل شن العدوان بـ 12 ساعة تقريبا.

وأكد أن رجب يعتبر من المناضلين والقياديين العسكريين الذين كان لهم دور في تثبيت الوحدة اليمنية وكان من بين الطلائع التي قاتلت في عام 1994م دفاعاً عن الوحدة.

ونقل رئيس الوزراء تحيات وتهاني قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، لأسرة اللواء فيصل رجب وإخوانه وأحبابه ورفاق دربه من العسكريين الذين يتوقون جميعا للقائه ولكل الشخصيات الوطنية في اليمن شماله وجنوبه الذين يرحبون بهذا القرار التاريخي الذي أصدره قائد الثورة.

وأفاد بأنه تسلم رجب وقام بدوره بتسليمه إلى أبناء أبين وأولاده وإخوانه الذين سيتجهون به إلى محافظته أبين .

وقال رئيس الوزراء "كُلّفت أيضاً بتسليم فيصل رجب هدية شخصية من قائد الثورة عبارة عن سلاح شخصي رشاش ومسدس وأشياء أخرى وهو ما يدل على أن قائد الثورة ليست لديه حسابات ضيقة وصغيرة وإنما حساباته على المستوى الوطني الواسع وينظر بتقدير لجميع أبناء اليمن من أقصاه إلى أقصاه ".

من جانبه أكد رئيس لجنة شؤون الأسرى عبدالقادر المرتضى، أنه وبتوجيهات من قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي والمجلس السياسي الأعلى والقيادة العسكرية العليا، تم العفو عن اللواء فيصل رجب والإفراج عنه وتسليمه لمشايخ أبين إكراماً لحضورهم إلى العاصمة صنعاء.

ونفى ما تُروج له وسائل إعلام الطرف الآخر بشأن الإفراج عن الأسير اللواء فيصل رجب في الصفقة المقبلة .. وقال "ما تُروج له وسائل إعلام الطرف الآخر بشأن الإفراج عن الأسير اللواء فيصل رجب في الصفقة المقبلة، غير صحيح، لأن الصفقة المقبلة شملت ألفاً و400 أسير من الطرفين لم يكن اللواء فيصل رجب واحداً منها ولدينا وثائق تثبت كلامنا".

وأضاف "الوثائق هي الاتفاق الذي تم التوقيع عليه في الجولة الأخيرة في سويسرا والتي تؤكد أن اللواء فيصل رجب لم يكن ضمن الصفقة أبداً وإنما الهدف من ترويجهم لذلك إفشال مسعاكم وإبراز أنفسهم بأنهم كانوا مهتمين بمتابعة الإفراج عنه".

وقدّم المرتضى شرحاً مختصراً عن أبرز محطات التفاوض في ملف الأسرى وموقع الأسير اللواء فيصل رجب منها .. مبيناً أنه لم يتم ذكر اسم اللواء فيصل رجب إلا في جولة واحدة من الجولات العشر التي تمت بين اللجنة والطرف الآخر، قبل خمس سنوات في مفاوضات السويد كون هذه الجولة كانت شاملة وتم الاتفاق فيها على تبادل شامل وكامل للأسرى ومنهم اللواء فيصل رجب الذي لا يمكن استثنائه.

وقال "بقية الجولات، خاصة الجولات الحاسمة التي تم التوافق فيها على تنفيذ الصفقات، لم يتم طرح اسم الأسير رجب من قبل الطرف الآخر الذي كان تركيزه على الأسرى السعوديين وبعض أسماء القيادات المعينة".

وأوضح أنه في الاتفاق الأخير الذي وُقع عليه في مارس من العام الماضي، تم ضم أربعة أسماء من القيادات هم محمود الصبيحي وناصر منصور هادي وعفاش طارق ومحمد محمد صالح عفاش، والتوافق عليهم والإفراج عنهم في الصفقة الأخيرة "صفقة رمضان".

وجدد رئيس لجنة شؤون الأسرى، التأكيد على أن اللجنة وفي أغلب الجولات كانت على استعداد لإدراج اسم الأسير اللواء فيصل رجب ضمن إحدى الصفقات الماضية في مقابل مجموعة من أسرى الجيش واللجان الشعبية يتم التوافق عليهم، وتم العرض بذلك إلا أن الطرف الآخر لم يكن مستعداً للموافقة على عرض اللجنة.

وقال "في جولة عمان السادسة التي عُقدت في بداية شهر يوليو من العام الماضي عرضنا عليهم، ضم الأسير اللواء فيصل رجب للصفقة، بعد أن اختلفنا على أسماء القيادات التي تم إدراجها ضمن الاتفاق، بدلاً عن ابن طارق عفاش أو أخيه، وللأسف الشديد قوبل عرضنا بالرفض المطلق، واعتبروا ذلك مستحيلاً".

وبين أنه في الصفقة الأخيرة "صفقة رمضان"، عرضت اللجنة على الطرف الآخر قبل تنفيذ الاتفاق بثلاثة أيام الاستعداد الكامل لضم الأسير فيصل رجب للصفقة والإفراج عنه مع زميليه الصبيحي وناصر منصور هادي، مقابل مجموعة من الأسرى، وللأسف تم الرفض من قبل الطرف الآخر وإبلاغنا بأن الوقت غير مناسب وأنه غير مستعد وطلب منا تأجيل الموضوع، مع العلم أن عرضنا مقابل الإفراج عن اللواء رجب لم يكن مجحفاً أو مبالغاً فيه، وإنما طلبنا مقابل ذلك العدد الذي تم مقابل الإفراج عن أخ طارق أو نجله أو ناصر منصور هادي".

وتابع المرتضى "لا نعرف أسباب الرفض المتكرر من قبل الطرف الآخر وخلفياته، لكن نعتقد أن أخوتنا الذين شرفونا من محافظات أبين وشبوة يعرفون أسباب وخلفيات الرفض، والآن وبفضل الله وتكريم وتشريف وتقدير القيادة لجهودكم ومتابعتكم وحضوركم تم العفو عن الأسير اللواء فيصل رجب ونال حريته وسيسلم إليكم اليوم وسيعود إلى أهله وأسرته".

وتحدث رئيس لجنة شؤون الأسرى عن وجود كثير من القيادات والأسرى، مستطرداً " نؤكد أنه ما يزال لدينا الكثير من القيادات والأسرى ونحن على استعداد كامل للدخول في صفقة شاملة لا تستثني أحداً في حال كان الطرف الآخر جاهزاً لذلك، ونحن جادون ونطلب من الأمم المتحدة الضغط على الطرف الآخر لتنفيذ ما تم التوافق عليه في سويسرا الشهر الماضي".

وخاطب أبناء محافظات أبين وشبوة والبيضاء بالقول "نؤكد أنه بموقفكم وحضوركم، أسعدتم قلوب الملايين وأعدتم الأمل لأبناء اليمن قاطبة أننا كيمنيين قادرين على تضميد جراحنا وحل مشاكلنا بأنفسنا وأثبتم للجميع أن الشعب اليمني برجاله ومشايخه وشخصياته وبقبائله قادر على إفشال مخططات العدو الخارجي الذي يسعى لتمزيق وتشتيت وتفريق مجتمعنا الواحد وإغراقه بالفتن والمشاكل والحروب الداخلية ليتسنى له السيطرة على بلدنا ونهب ثرواته والاستئثار بخيراته، في وقت يعيش فيه أبناء اليمن حالة من البؤس والفقر والحاجة، ونستجدي فيه عدونا ليتكرم علينا بفتات ما ينهبه من خيرات وثروات بلدنا".

وأعرب المرتضى عن الثقة في أن مثل هذه اللقاءات والمواقف ستحبط وستفشل مخططات العدو وأن الشعب اليمني قادر بالاستعانة بالله وتوحيد الصفوف وتكاتف الجهود والتعاون على استعادة الحقوق والثروات والمقدرات.