سخرية واسعة من العدوان الصهيوني على إيران.. أهدافٌ في العتمة

سخرية واسعة من العدوان الصهيوني على إيران.. أهدافٌ في العتمة



28 أكتوبر 2024مـ – 25 ربيع الثاني 1446هـ

تقريــر|| ابراهيم العنسي

تصريحاتٌ نارية وتهديداتٌ كبيرة، من قِبَلِ مسؤولين إسرائيليين، كان آخرها تصريحات وزير الحرب النارية ما قبل الاعتداء بيوم واحد: “سيعرف العالم مدى قوة إسرائيل بعد ضرب إيران”.

بهذه الجملة والتعبير البسيط، علّق مراسل قناة “كان” العبرية، روعي كايس، على الهجوم الإسرائيلي على إيران بالقول: “لو كنت أنا خامنئي لعُدت إلى النوم، وتحقّقت مما حصل في الصباح”.

تساؤلاتٌ كثيرة ظهرت ضمن تحليلات صباح يوم الهجوم وكأنها تختصرُ الحدث وهزالته في سؤال: لماذا صَعَدَ إيرانيون إلى أسطــح منازلــهم؟ وكيف شاركت في الهجوم الإسرائيلي ١٠٠ طائرة شبحية إف 35 بينما آثار الاعتداء أَو الرد ضعيفٌ مقارنةً بعملية الوعد الصادق الثانية؟

من أسطح منازل إيران.. أين هو الهجوم؟!

على عكس المستوطنين وهربهم إلى الملاجئ أثناء عملية الوعد الصادق الثانية ضد “إسرائيل”، تداولت مواقع تواصل اجتماعي فيديو لإيرانيين من أسطح بعض المنازل وقت الهجوم الإسرائيلي على أمل مشاهدة الرد الإسرائيلي الذي كان واضحاً أنه هزيل.

وأظهر مقطع متداول على مواقع التواصل إيرانيين على سطح منزل يسخرون من عدم رؤية الضربات الإسرائيلية.

بعد الضربة، خرج موقع “واللا” العبري ليقول: إن خلاصة الأضرار بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران “تفاهة لا أكثر، ومحاولة إعلامية فاشلة من نتنياهو لحفظ ماء الوجه”.

وفي تعليق على الاعتداء الإسرائيلي على إيران، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد عبر حسابه على (إكس): “عدم مهاجمة أهداف استراتيجية واقتصادية في إيران كان خاطئًا، وكان يتعيّن علينا تدفيعُها ثمنًا باهظًا”.

وكما نقلت وكالة “تسنيم” الإيرانية عن مصدر عسكري إيراني فَــإنَّه لا صحّةَ لضرب “إسرائيل” 20 هدفًا في إيران والعدد أقل بكثير، أضاف: “لا صحةَ لاستهداف مصفاة طهران وهي تعمل كالمُعتاد”، لكنه لم يشر إلى أماكنَ أُخرى تحدث عن استهدافها كيان العدوّ.

وذكرت شبكة “إن بي سي” الإخبارية الأمريكية، نقلاً عن مسؤول إسرائيلي، قوله: “إن “إسرائيل” “لم تضرب المنشآتِ النووية أَو حقول النفط في إيران”، كما نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصدر إسرائيلي مطلع قوله: إن “الهجوم على إيران لم يشمل منشآت نووية أَو نفطية”.

ورغم إشادة زعيم المعارضة يائير لبيد بالغارات الجوية، لكنه انتقد نطاقَها المحدود قائلًا: إن “قرار عدم ضرب أهداف استراتيجية واقتصادية كان خاطئاً، كان بإمْكَاننا، بل كان ينبغي لنا، أن نجعل إيران تدفعُ ثمناً أعلى بكثير”.

وأكّـدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مساء السبت، أن المنشآت النووية الإيرانية “لم تتأثر” بالضربات الإسرائيلية التي طالت مواقع عسكرية، وكتب المدير العام للوكالة التابعة للأمم المتحدة رافايل غروسي على منصة إكس “أدعو إلى الحذر وضبط النفس في ما يتصل بأعمال يمكن أن تعرض أمن المواد النووية ومواد أُخرى مشعة للخطر”.

هل تم اختراقُ الأجواء العربية؟

بعد انتشار شريط فيديو على منصّة “إكس”، يزعُمُ أن مواطنين أردنيين سمعوا أصوات طائرات حربية في أجواء الأردن، بالتزامن مع الهُجوم الإسرائيلي على إيران، نقلت قناة “المملكة الأردنية”، عن مصدرٍ عسكري في القوات المسلحة الأردنية بأنه “لم يُسمح لأية طائرة عسكرية بالعبور فوق الأجواء الأردنية من قبل الأطراف المتصارعة في المنطقة”، وَأَضَـافَ نفس المصدر أن “القوات المسلحة كانت تُتابِعُ عن كثب التصعيد العسكري، الذي حدث خلال الساعات الماضية، مشدّدًا على أن سلاحَ الجو الملكي كان يُراقب الأوضاع باهتمام بالغ، وعلى أهبة الاستعداد لحماية الوطن”، ودعا المصدر ذاته المواطنين إلى أخذ المعلومات من مصادرها الرسمية، وعدم الانجرار وراء الشائعات التي لا تستند إلى أية حقائق.. ما ورد عن بعض الأردنيين قد يكون حقيقة وهذه ليست المرة الأولى التي يبدي فيه النظام الحاكم الأردني تعاونًا أَو إسهامًا في مواجهة إيران، يمكن استذكار أن هذا النظام اعترض صواريخ وطائرات كانت في طريقها للكيان الإسرائيلي المحتلّ.

ونقلت “رويترز” عن مسؤول سعوديّ قوله: إن “المجال الجوي للبلاد لم يُستخدم خلال الضربات الإسرائيلية على إيران، حَيثُ أدانت السعوديّة والإمارات وقطر والكويت وعُمان والأردن والعراق ولبنان ومصر، الضربات الإسرائيلية على إيران، وتمت الدعوة في بيانات منفصلة إلى التهدئة وعدم توسيع رقعة الصراع وخفض التصعيد، وهو حدث في جزء كبير منه غير مسبوق؛ إذ يأتي هذا الموقف للأسف فقط لارتباطه بمصالح واستقرار دول عربية بعينها، وهي في الأصل تقف إلى جانب العدو”.

تقارير إعلامية تذهب لرواية تتحدث عن تجاوز “إسرائيل” لرفض دول عربية عبور الطائرات الإسرائيلية مجالها الجوي لضرب إيران، والتقدير بأن الاحتلال استخدم طائرات إف 35 الشبحية لتعبر أجواء بعض الدول، والتي لا…