مولد الرسول وتغيير واقع المجتمع البشري ((1))
عتمة -برس|مقالات||
2023/10/3
#ابومصطفى_الرضي
لاشك ان مولد الرسول الخاتم مثل بداية مرحلة جديدة أسست لتغييرٍ جذري في واقع مجتمع الجزيرة العربية وماحولها في جميع الجوانب السياسية والدينية والاجتماعية والاخلاقية والادارية... الخ
والمتأمل لحياة وواقع مجتمع قريش وماحولها قبل مولد وبعثة خاتم الانبياء والمرسلين ، من جميع النواحي فقد كانت جاهلية جهلاء بكل ماتعنية الكلمة من معنى، فعبادة الاصنام الحجرية والبشرية ، وسيادة الظلم وسيطرة الطغاة وتعبيد الناس لهم، وانحلال الاخلاق وانتشار دور البغاء والرايات الحمر وشرب الخمور، ودفن الابناء احياء خشية الجوع ووئد البنات ودفنهن احياء خشية العار والفضيحة، وغيرها من المحرمات ،
اضافةً الى الصراعات والخلافات والتناحر والحروب والثأرات بين ابناء القبائل العربية الذي جعلها مشتتة ومفرقة وضعيفة امام القوى الكبرى آنذاك،
وبمولد النور وبعثة الرسول الاكرم في قريش المعروفة بقوتها وسمعتها التي اكتسبتها من وجود بيت الله الحرام (مكة) فيها له دلالة كبيرة وحكمة من الله تعالى وسنة الهية في مسار التهيئة والتغيير وسيادة الحق والتعاليم الالهية،
ومع عناد وتكبر ورفض وكفر زعماء قريش للرسالة المحمدية ومحاربتهم لها بكل الوسائل الاعلامية والاشاعات والترغيب والترهيب والتعذيب،
الا ان مشيئة الله وحكمتة اقتضت ان يهاجر الرسول محمد صلوات الله عليه وعلى آله الى ( يثرب) المدينة المنورة ليبدء مرحلة التغيير الجذري والبناء الصحيح لبنيان الدولة الاسلامية والبدء برسم ملامح واهداف الرسالة الالهية والتحرك لبناء وإعداد وتجهيز متطلبات انتشارها وسيادتها وتحصينها ايضاً من تحركات ومحاولة الاعداء لمحوها والقضاء عليها،
ومن هذا المنطلق انجز رسول الله وبمشاركة ودعم ومساندة (الانصار) الأوس والخزرج مراحل التغيير الجذري في واقع المجتمع العربي في جميع الجوانب سياسياً وعسكرياً وثقافياً واخلاقياً واجتماعياً واقتصادياً .. الخ
والمتأمل اليوم لمؤامرات وخطط امريكا واليهود ضد اسلامنا وديننا وقرآننا ورسولنا وقيمنا واخلاقنا وثرواتنا وشعوبنا وشبابنا واطفالنا ،
والمتأمل لواقع امتنا العربية وماتعيشه من ذل وهوان وخزي وضعف وتخلف وتفرق وتمزق ، وماتعانيه من انتشار الضلال والسفور والفجور والخمور والانحلال الاخلاقي والقيمي الذي وصل وتوسع في أرض الحرمين الشريفين بمساندة ومباركة من حكام الظلم والجور ،
يدرك جيداً اننا نعيش الجاهلية الاخرى بكل تفاصيلها الذي اخبرنا بها الرسول الاكرم عندما قال (( بعثت بين جاهليتين اخراهما اشر من اولاهما))
الجاهلية الاخرى
التي استطاع اليهود ان يقتلوا الاطفال والبنات وهم في بطون امهاتهم، ولم يكتفوا بجعل المراءة وسيلة لنشر العار والرذيلة وافساد الشباب،
بل قد اوصلوا البشرية الى حالة انحطاط ورذيلة تعدت قوم نبي الله لوط الذين كانوا يأتون الرجال شهوة من دون النساء،
فقد جعلوا الرجل يتزوج بالرجل والمراءة بالمراءة خلاف لسنة الله وفطرة الانسان والحيوانات ،
(( أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ))
من سورة الفرقان- آية (44) )
فاحتفال الرئيس الامريكي وتصريحه ان امريكا امة مثلية وسن القوانيين المثلية وفرضها على كل الدول والشعوب،
يجعل من التسريع بمراحل التغيير الجذري ضرورة ملحة واولوية اكثر اهمية لمواجهة خطر وشرور الجاهلية الاخرى وتحصين شعبنا وامتنا وبناء الامة لكي تقف على قدميها.
يتبع