الطغيان الاداري

 *الطغيان الإداري ليس من الايمان *

*✍️محمد الضوراني*

أن الطغيان لا يقتصر فقط على الدول المستكبرة او على كيانات معينة أو أشخاص يقودون تلك الكيانات ـ هذا الطغيان والتجبر والتكبر قد ينمو في سلوك ومعاملات الأشخاص وبالأخص من هم في  مواقع المسؤولية والعمل الإداري.

نحن نلاحظ حجم الطغيان الإداري من خلال سلوك بعض المسؤولين الذين يعتبرون أن العمل الإداري لابد أن يكون فيه شي من الطغيان والتجبر بحيث يخضع له الموظفين في تلك المؤسسة او الوزارة او الادارة او او او الخ……

ان سلوك المسؤولين لابد ان يتغير وفق الرؤية القرانية الصحيحة وليس كما يرون هم او يعتقدون ان هذا السلوك هو الصحيح والسريع في تحقيق نتائج سريعة لصالح ذلك المسؤول ـ نحن نعلم حجم المعاناة التي يعاني منها المستضعفين وغيرهم نتيجة سلوك الطغيان والتكبر للمسؤولين وحجم الظلم الذي يتعرضون له من هذا السلوك ـ هذا السلوك يجرح مشاعر هؤلاء ويجعل تلك المؤسسة او تلك الوزارة في حالة من الجمود والضياع الاداري وانعدام الرؤية العملية الصحيحة لأن تلك الرؤية ارتبطت فقط بأشخاص هم من يقودون العمل وحسب مايريدون هم وممنوع على اي موظف يعمل ولدية رؤية ان يتحرك من خلالها ويتعاون معه ذلك المسؤول في تحقيقها من استشعاره للمسؤولية امام الله ولتحقيق العمل الجماعي والذي يثمر وبشكل كبير ويحقق الود والأخوة بين الموظفين وقيادتهم الذي يعملون تحتها ـ ان العمل الجماعي يزرع روحية ايمانية سليمة وصحيحة بعيد عن المشاحنات والمناكفات والنفاق الذي يزرع بين الموظفين حالة من الكراهية والعداوات والمحسوبيات وغيرها.  

إن سلوك الطغيان الإداري للمسؤولين سبب رئيسي في فقدان النظرة السليمة وفي ظلم الآخرين وبالأخص الموظفين الذين هم أساس نجاح العمل وأساس في أن ينال ذلك المسؤول التوفيق من الله عز وجل ـ لا يمكن أن يتوفق اي مسؤول وهو يحمل صفة الطغيان في سلوكه وفي تحركة ويستقوي على الآخرين لكي يخافوا منه كل ذلك من أجل مصالحه وتنفيذ أهدافه الشخصية بعيد عن الهدف العام والهدف الذي امرنا الله ان نسير فيه ومن خلاله في تحقيق الخير لهذه الامة .

ان قيادتنا الثورية ممثلة بالسيد القائد العام عبد الملك بن بدر الدين الحوثي حريص دائما على تقديم الثقافة القرانية وربطها في كل سلوكياتنا في هذه الحياة ـ في تعاملاتنا مع الآخرين ـ في قيامنا بالمسؤوليات والمهام العملية ـ في سلوكياتنا في مابيننا البين ـ في التواصي بالحق ـ في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ـ في مواضيع عديدة طرحت في العديد من المحاضرات الايمانية من كتاب الله ومن سلوك وتعامل الرسول صلوات الله عليه وعلى آله ومن مدرسة الإمام علي عليه السلام ووصاياه ومدرسة آل البيت الاطهار في كل زمان ـ هذه المدرسة التي لابد ان نسير من خلالها في واقعنا في هذه الحياة وأن نتغير في سلوكياتنا واعمالنا وفق مسار قرآني صحيح لنكون أمة تحمل ثقافة القرآن وتتجسد في واقع مسيرتنا العملية.

ان المسؤول الذي يستخدم موقعه لارهاب الاخرين والضغط عليهم والتلاعب بمشاعرهم او غيرها من أعمال أمثال هؤلاء لا يمكن أن يتم القبول بهم ابدا لإدارة شئون الدولة ولابد أن يتم تغييرهم ومحاسبتهم إذا لم يغيروا هذا السلوك ويتحركون وفق التوجه العام للدولة ومن خلال ثقافة القرآن الكريم التي لابد أن تتجسد فيهم قول وعمل وتحرك .

لابد من الاهتمام الشعبي والحكومي بتغيير هذه النظرة السيئة للمسؤولين والأخذ بوصايا الامام علي عليه السلام وتجسيدها كمنهج وسلوك يسير عليه الجميع ان المسؤولية خدمة للآخرين ومسؤولية يحاسب عليها الجميع امام الله وامام هذا الشعب وقيادته الثورية ـ الاهتمام بدعم ومساندة كل المخلصين من المسؤولين والوقوف معهم وتشجيعهم وتقديم العون لهم في القيام بمهامهم وأعمالهم لأنهم قدموا نموذج صحيح لرجل المسؤولية المخلص والأمين ـ بينما يكون  الجميع حكومة وشعب ضد  المسؤولين الذين استغلوا مناصبهم وأفسدوا فيها وطغوا وتجبروا وأن لا يقبل سلوك هؤلاء لا شعبيا ولا من قبل الحكومة إذا لم يعدلوا من سلوكهم واعمالهم فهم مرفوضون من الجميع ـ من يتحرك بهذا السلوك المخالف للتوجيهات الالهية  وتوجه القيادة والشعب في إصلاح المؤسسات وفي توحيد جهود الجميع وفق مسار ايماني يحقق الثمرة المرجوة منه.